الانحرافات الجنسية
الانحرافات الجنسية
هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى قابلية وراثية للانحرافات الجنسية عند الأطفال، والقابلية الوراثية يُقصد بها أن الإنسان لا يولد منحرفًا، بل لديه قابلية أكبر من غيره مع أي مؤثر خارجي لإظهار سلوك منحرف، ومن هذه العوامل: الصفات المزاجية والأخلاقية عند الوالدين، وقد تنتقل إليهم بالوراثة، مثل الغدر، والبخل، والخوف، وكذلك يجب الانتقاء الزوجي للرجل أو المرأة، ألا يكونا ممن يميلون إلى الجنس غير المشروع، فيُورث بالتتابع لأطفالهم، وأيضًا الرضاعة، فقد أوصى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقال: “توقوا على أولادكم من لبن البغية والمجنونة، فإن اللبن يعدي”، وحالة الجماع، من معرفة الأوضاع الصحيحة، والأوقات المشروعة، والحرص على معرفة مستحبَّات ومحرَّمات الجماع، وكما ذكر الكاتب “أن الخنوثة كالجنسية المثلية أو ظاهرة الجنس الثالث، تنشأ إما عن خلل هرموني وإما عن مدمن نفسي أنشأه فساد في التربية”.
ومن الأسباب التي تؤدِّي إلى الانحراف أيضًا: أسباب حيوية، وقد تكون بسبب خلل في الجهاز العصبي الذاتي أو الجهاز التناسلي أو انعدام التربية الجنسية أو نقصها، وأسباب نفسية مثل: الخبرات السيئة أو الكبت الجنسي أو العقد النفسية مثل عُقدة أوديب وإلكترا، وأسباب بيئية؛ أي بسبب اضطراب في التنشئة المجتمعية، مثل طول البقاء في مؤسسات داخلية من نفس الجنس مثل الجيش والسجن، أو زيادة المحرمات أو زيادة المثيرات الجنسية من حولهم، وفي النهاية غالب الانحرافات الجنسية تنشأ نتيجة الصراع بين الرغبة الغريزية، وموانعها من الأخلاق وقيم المجتمع.
وهذه الانحرافات لها أعراض مثل: الجنسية المثلية، والتعلُّق الجنسي بالأشياء، والعادة السرية، والتشبُّه بالجنس الآخر في ارتداء ملابسهم مثلًا، والسادية، والمازوخية، والبغاء، والاغتصاب، وجماع الأطفال، وشذوذ نادر مثل جماع الحيوانات والمحارم.
وهذه الانحرافات تحتاج إلى علاج بحرص ومهارة متميزة من المعالج، وأيضًا مبادرة ودافع عند المريض كي يبدأ رحلة علاجه، وأن يحرص المربون والمعلمون على تعليم التربية الجنسية للأطفال من السن المبكرة، وبخاصةٍ من سن التمييز، كأن يتعلموا آداب الاستئذان والنظر، مع التمهيد لمرحلة ما قبل المراهقة لهم، كي يكوِّنوا توجُّهات وسلوكيات صحيحة تجاه الأمور الجنسية.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية للأطفال والمراهقين
الإعداد للمشروع أهم من المشروع نفسه، وإذا وصفنا بناء الأسرة بمشروع، فهو مشروع سامٍ ومهم جدًّا، لذا فالإعداد له يحتاج إلى رُقِيٍّ في الترتيب والإعداد.
أن تكُوِّن أسرة.. يعني تنشئة جيل سليم النفس والخُلق، وإعدادك إياهم تربويًّا يجب أن يكون تطبيقيًّا شاملًا من نواحٍ عديدة، منها: الاجتماعية والنفسية والدينية والجنسية، ولأننا جميعًا نهتم بنواحٍ كثيرة ونهمل جانبًا مهمًّا، هو في الغالب التربية الجنسية، حتى سَبَّب لنا مشكلات جنسية عدة عند أبنائنا، ما حفَّز الكثير من المُربين والوالدين إلى إعداد أنفسهم كي يتعاملوا مع هذه المشاكل، كما أن العملية التربوية تحتاج إلى وعي زائد حول المجتمع والزمان.
لذا فإننا اليوم سنطرح في هذا الكتاب نقاط مهمة عدة كي نتجنَّب المشكلات من البداية، “فالوقاية خيرٌ من العلاج”، فقد تنقَّل الكاتبان حول أفكار كثيرة منها: مفهوم التربية الجنسية، وأهدافها، ومن المسؤول عن القيام بالتربية الجنسية، وما السن المناسبة لأطفالنا كي نربيهم على ذلك، وكيف آلت بنا الحياة إلى هذا الكَمِّ من الانحرافات الجنسية عند الأطفال والمراهقين!
مؤلف كتاب التربية الجنسية للأطفال والمراهقين
أحمد عبد الكريم: باحث وكاتب، وحاصل على دكتوراه في الإرشاد النفسي جامعة عين شمس.
محمد أحمد خطاب: باحث وكاتب، وحاصل على دكتوراه فلسفة في دراسات الطفولة جامعة عين شمس.