تشوُّه مفاهيم الرجولة وصراع الأنوثة
تشوُّه مفاهيم الرجولة وصراع الأنوثة
يحتار الشاب وهو يكبر متسائلًا عن كيف يصبح رجلًا في هذا المجتمع؟ ولكنه في الأساس تلقَّن العديد من المعتقدات دون أن يدري، فينشأ ساخرًا من كلمة مشاعر ويربطها بالأنوثة، وتصبح لديه كل صور التعبير عن المشاعر من حزنٍ وألمٍ وحميمية أمرًا معيبًا، ولو أمعنت النظر في اللغة الدارجة لدى الرجال، ستجد أنها يغلب عليها السخرية والوقاحة، فبدلًا من أن يعبِّر لصديقه عن اشتياقه إليه، سيقول: “اشتقنا لك يا حيوان”، لأنه يخجل من التعبير عن مشاعره، والمشكلة الأخرى هي نشأته على ربط كلمة أنوثة بالدونية، وقد يستحي من الخروج مع أخته، أو أن يراها أصدقاؤه، وهذا لأنه تمَّت تنشئته على أن شرف الشاب ليس في ذاته وأخلاقه وإنسانيته، بل يكمن في جسد أخته، ويجب أن يعلم أن الشرف الحقيقي يكون في الصدق بالقول والفعل، ولذا يجب على كل رجل البحث عن مصدر تلك المعتقدات، ويقتلعها من جذورها.
بينما على النقيض تتم تنشئة الأنثى على أن حريتها ترتبط بوجود زوج، وقد تصل إلى درجة المنع من الدراسة، أو الخروج من المنزل، إلى أن يأتي الفارس المقدام لتحريرها، وتجد النساء تتزوَّج فقط للهروب من المنزل، وقد يتكوَّن هاجس لدى الآباء إن تأخَّرت البنت بالزواج، ويطلق عليها المجتمع مصطلح عانس، وهو مفهوم غير سوي تم استحداثه ليربط بين استحقاق المرأة وقيمتها الذاتية بوجود رجل، وليعزِّز الشعور بالوحدة لدى المرأة غير المرتبطة، كما أن هناك ظاهرة المطلَّقة، وكيف تلحق بها سمعة غير سوية لأنها فقط نالت أبسط حقوقها، وهو الطلاق، ويتم إشعارها بأنها مصدر للعار والتشكيك، فضلًا عن الضغط النفسي، والابتزاز العاطفي الذي تتعرَّض له، لكي تعود إلى زوجها.
وذلك كله راجع إلى تنشئة الفتاة على أن تكون أنثى خاضعة، لا ترفع صوتها، ولا تعبِّر عن رأيها، وتعيش لترضي الناس، وليس لنفسها، ومن هنا يأتي استلاب لحرية المرأة في اختيار ماهية الحياة التي تريدها، وصناعة ذات حقيقية تمثلها، وبدلًا من أن تحاول جيدًا حماية ابنتك بعزلها عن المجتمع، حوِّل مجهودك لجعلها قوية صلبة من الداخل.
الفكرة من كتاب عقدك النفسية سجنك الأبدي
يمتلك الجميع مخاوف تسيطر على حياتهم، ربما تتحوَّل إلى عقد إن لم يفهموها ويحاولوا الخلاص منها، والعقد النفسية هي بمنزلة سجن للذات، تجعلك تكبت مشاعرك، وآراءك، وتخشى البوح بها لأحد، ومن خلال صفحات هذا الكتاب ستعرف العقد النفسية، وتفهمها وتحلِّلها لتعرف أيًّا منها تعاني، كما سيعرض الكتاب كيف تشوَّهت مفاهيم الرجولة في المجتمع، والصراع الذي تمر به الأنثى، وكيف تم تلقيننا الموروثات والمعتقدات لنصبح نسخة من الأبوين، كما ستجد شرحًا مفصلًا لأساليب التحاليل والتلاعب العاطفي في العلاقات، وستعرف ما عقدة الطفل والخضوع والاستحقاق، وسيتحدَّث الكتاب عن الموضوع الشائك؛ الجنس والتحرُّش الجنسي، وستجد إجابة عن تساؤلاتك مثل: كيف تعرف شغفك وتكون واقعيًّا؟ وكيف تفكِّك عقدك وتسحق مخاوفك؟ ولذا استعد لخوض رحلة البحث عن ذاتك وفهمها والتحرُّر من قيودك داخل صفحات هذا الكتاب.
مؤلف كتاب عقدك النفسية سجنك الأبدي
يوسف الحسني: اسمه الكامل “يوسف خالد فؤاد حسن”، وشهرته: “يوسف الحسني”، وهو طبيب، ومحلل، ومفكر حر، ومعالج نفسي كويتي، حاصل على بكالوريوس طب عام وجراحة من جامعة الكويت، ومتدرِّب بالعلاج السلوكي الإدراكي في معهد بيك بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعتمد بالتحليل النفسي -امتياز مع مرتبة الشرف- في المملكة البريطانية المتحدة، وباحث في الطب النفسي الإكلينيكي، ومستشار تطوير الذات في البورد العربي، ويعتمد على المنهج التحليلي لاستعراض ما يعانيه المرضى خلف أبواب العيادات بأسلوبه الشخصي (التحليل النفسي الطبي الواقعي)، ولديه مدوَّنة على الإنترنت ينشر عليها مقالاته، ويعد كتاب “عقدك النفسية سجنك الأبدي” هو الكتاب الوحيد المنشور من أعماله حاليًّا.