التربية الجنسية في الإسلام
التربية الجنسية في الإسلام
الجهل بالأمور الجنسية قد يصل بالإنسان إلى عدة انحرافات لها أضرار جسدية ونفسية على المراهق، لذا أوضحت الباحثة نهلة بحيري عدة توصيات مهمة منها: طرح التربية الجنسية من خلال مادتي التربية الدينية والعلوم بما يناسب كل مرحلة عمرية، وإعداد معهد تثقيفي كي يدرِّب الوالدين والمعلمين على إعطاء الأبناء معلومات جنسية بطريقة صحيحة، وإعداد قسم استشاري لحل المشكلات الجنسية داخل المدرسة والقيام بعدة برامج تثقيفية بما يناسب عُمر وجنس الطفل مع شرح الفروق الجسدية والنفسية بين الجنسين، والتعرُّف على طرق التكاثر عند الكائنات الحية المختلفة، وتوعيتهم بالتغيرات الجسدية والنفسية حسب كل مرحلة عُمرية، ومساعدتهم على القيام بعدة أنشطة جسدية وعقلية مع تعليمهم إدارة الوقت، والتوعية بأضرار السلوكيات الخاطئة الجنسية وكيف يحمون أنفسهم من التحرُّش والاغتصاب، كل ذلك سيخلق حالة إدراك سوية عند الأطفال تجعلهم ينتقدون المدخلات الخارجية غير الصحيحة حول العملية الجنسية، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم وعزتهم بجنسهم ويُحسِّن من سلوكياتهم.
والتعاليم الإسلامية اهتمت بالتربية الجنسية كما قال الله (عز وجل) في كتابه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾، وفي السنَّة النبوية حين قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطِع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاءٌ”، وحدَّدت الأحكام الشرعية دون حرج في السلوك الجنسي من غض البصر والخلوة بالأجنبي وستر العورة وآداب الاستئذان، ووضَّحت مسائل الزواج والاغتسال من الجنابة والاستمناء وأوجه العلاقة بين الجنسين وأحكام الزنا واللواط، لكن على المربين حين يتناولون هذا الطرح مع أبنائهم عدم استخدام عبارات جنسية مباشرة، وعدم المزاح في ما يتعلَّق بالأعضاء التناسلية وتهيئة جو المناقشة بهدوء مع تمهيد واضح والإجابة بحقائق صريحة عن سؤال: “من أين جئت يا أمي؟” كي يشعروا بالأمن، ولا ننسى أن يكون لدينا إدراك لتصوُّر الطفل كي نحوِّل خياله إلى حقيقة مفهومة.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
العلم نور والجهل ظلام، وتوابع الجهل ليست محمودة بالمرة، لذا حين يلح عليك طفلك بأسئلته الفضولية حول جسده وتمنعها عنه ظنًّا منك أنك تحميه في الحقيقة هنا الضرر أسوأ بكثير، ولم تكن حبال الجهل مُنجِّية أبدًا من قبل، إضافةً إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي زادت من فرص المدخلات المشوَّهة للأطفال، فأول شيء تحمي به ابنك هو التحصين المعرفي والتربوي وليس المنع في المطلق، حتى في التربية الإسلامية من المهم جدًّا تربية الأبناء منذ الصغر على مفاهيم جسدية وجنسية لحمايتهم وتعليمهم طرق التعامل مع أنفسهم ومع الجنس الآخر، لذا فالتربية الجنسية لأبنائنا في العصر الحديث أصبحت أكثر ضرورة لتعليمها للأطفال والأهالي، وهذا ما يطرحه لنا المؤلفان في كتابهما حول مراحل النمو الجنسي ومظاهره وكيف تحمي ابنك من التحرُّش والاغتصاب، إضافةً إلى طرح مفاهيم حول التربية الجنسية ومقصدها التربوي.
مؤلف كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
ابتسام محمود أمين: اختصاصية نفسية بأقسام الصحة النفسية بالسودان واستشاري نفسي ومدرب دولي في تنمية مهارات الذات ورفع كفاءة الاختصاصيين ومعلمي التربية الخاصة، سودانية الجنسية، تخرَّجت في جامعة عين شمس كلية الآداب قسم علم نفس، ثم حصلت على ماجستير التعليم الصحي من كلية الطب جامعة الجزيرة، وحصلت أيضًا على دكتوراه في علم النفس الطبي.
عبد الرحمن عثمان: اختصاصي نفسي ومرشد متعاون، حاصل على ماجستير في التوجيه والإرشاد، وأيضًا في علم النفس بكلية الطب جامعة الجزيرة، وهو رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية، ونشر مجموعة من الدراسات العلمية بالمجلات المحكمة داخل وخارج السودان، وله عدة مقالات منشورة في مجلات تربوية منها: “التنشئة الثقافية وعلاقتها بتكوين الشخصية”، و”تأثيرات العولمة على الأسرة السودانية والإسلامية”.