البرنامج العلاجي
البرنامج العلاجي
إننا لن نستطيع عزل الاضطراب الموجود لدى الطفل عن معتقداته وأفكاره، فالأفكار التي يردِّدها الطفل في ذهنه تُعدُّ مصدرًا رئيسًا للاضطراب.
وهناك أربعة مصادر أساسية من القصور المعرفي مرتبطة باضطرابات الطفولة، وهي نقص المعلومات والخبرة، وأساليب التفكير وما تنطوي عليه من أخطاء، وما يحمله الطفل من آراء ومعتقدات عن نفسه وعن الآخرين، والتوقعات السلبيَّة.
فلتعديل أخطاء التفكير لدى الأطفال يمكن للمعالج أن يلقِّن الطفل بتوجيهات مباشرة ويعطيه المعلومات الدقيقة حتى يتبيَّن له أن مخاوفه غير موضوعية، كما يمكن للمعالج جعل الطفل يتحاور مع ذاته، من خلال ترديد عبارات وتعليمات مضادة للفكرة الخاطئة في رأسه، ثم على المعالج أن يجعل للطفل واجبات منزلية وخارجية مناسبة لموضوع الجلسة حتى تسهم في علاج المشكلة بعينها.
وقد برز مؤخرًا أسلوب التعليم الملطِّف القائم على المؤازرة الوجدانية في العلاج، ويُعدُّ هذا الأسلوب مكمِّلًا مع أساليب العلاجات السلوكية وليس بديلًا عنها! ويقوم هذا الأسلوب على رفض العقاب وجميع أساليب التنفير، إضافةً إلى التركيز على الحب والدفء والتقبُّل، فبشكل عام يحتاج الوالدان والمشرفون أن يجعلوا وجودهم مع الطفل مرتبطًا بالأمان والاهتمام.
إن أساليب العلاج السلوكي متنوِّعة ومرنة ولكن المعالج في النهاية يختار الأسلوب العلاجي الملائم لطبيعة المشكلة، حيث إن كل اضطراب يصلح له أسلوب معين دون غيره، ويتم استخدام خطة معيَّنة حسب كل اضطراب، وغالبًا ما تكون إجراءات العلاج السلوكي للطفل وفق ست خطوات، أولها تحديد السلوك المحوري الذي نريد علاجه، ثم وضع طريقة لقياس مقدار تكراره، ثم النظر إلى الظروف السابقة أو المحيطة بالطفل عند ظهور السلوك الخطأ، ثم وضع برنامج وخطة علاجية وفقًا للبيانات الموجودة، ويجب أن تتضمَّن الخطة كل الأساليب التي تستخدم لتدعيم ظهور السلوك الجيد، ثم نأتي إلى الخطوة الخامسة، وهي بناء توقُّعات علاجية من خلال تشجيع الاتجاه الإيجابي للطفل والأسرة ومكافأة نشاط الطفل، وآخر خطوة هي تعميم السلوك، فبعد أن يتمكَّن الطفل من تعلُّم الكثير ينبغي أن نساعده على تعميم خبرته الإيجابية وسط بيئته وأصدقائه.
الفكرة من كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
إن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى معاملة خاصَّة لأن هذه الفترة تحديدًا من أعمارهم تكون حساسة وتُبنى فيها نظرتهم إلى الحياة، وقد يتعرَّضون للمشكلات النفسيَّة والاضطرابات خلال هذه المرحلة، وهنا يأتي دور الأهل في تسليط الضوء على العلاج والحلول بدلًا من الجزع والإهمال.
يعرض لنا هذا الكتاب الكثير من الأساليب العلاجية السلوكية التي من المهم أن نكون على دراية بِها لكي نتعامل مع الاضطرابات التي تحدث للأطفال والمراهقين.
مؤلف كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِِحَ كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه”، و”علم النفس والإنسان”، و”العلاج النفسي الحديث”.