وسائل عملية لمقاومة ظاهرة الإنهاك
وسائل عملية لمقاومة ظاهرة الإنهاك
تتسابق المؤسسات في الاستعانة ببرامج وخطوات لتحفيز الموظفين ومواجهة الإنهاك، وهذه المحاولات تتراوح بين البرامج الصحية والأنشطة الرياضية وغيرها، مع التذكير المستمر أن الصحة النفسية والعناية بالنفس أمور في غاية الأهمية، إلا أن هذه الأفعال عادةً ما تبوء بالفشل فلا تصنع أي تأثير، وقد تكون ذات تأثير سلبي أحيانًا لأنها تنجح أن تجعل الموظفين يشعرون أن العمل لا يكون مجزيًا لذاته، ولا بد من بذل جهود إضافية لخلق شعور جيد في النفس، ومن الأسباب المهمة وراء فشل هذه المساعي هو التركيز الكلي على قياسات الأداء دون الانتباه للمشاكل الحقيقية للعاملين، لأن نجاح أي وسيلة للمساعدة يعتمد بالأساس على أن تكون مناسبة لمتلقِّيها، فعندما يتم إغفال الحاجات الأساسية للبشر وتجاهل المؤشرات الحقيقية للإعياء، لا تنجح المؤسسات في تقديم حلول فعالة، فالأصل هنا هو العمل بنية تحسين الأوضاع مع مراعاة الأحوال الشخصية والاختلافات الفردية.
ويوجِّه الكتاب إلى أن صناعة القرارات لا بد أن تكون نتيجة لجمع وتحليل البيانات المتعلِّقة بأحوال العمل والعاملين، وهناك قواعد ومناهج للقيام بذلك، فلا ينبغي الاستهانة بهذه الخطوة لما يمكن أن يترتَّب عليها من نتائج، لأن مشاركة الموظفين في هذه العملية قد تقوم ببناء الثقة أو تدميرها كليًّا، لذا فإن الوصول إلى أفكار وحلول يجب أن يقترن بالجدية في الأفعال، والتي تتأكَّد عن طريق توافر الموارد المالية والخطط التي يمكن الشروع بها، وكذلك صناعة بيئة مرنة تتجاوب مع التغيير بشكل إيجابي، وهذه العملية يجب أن تتم بشكل دوري، وألا تكون مجهدة، وأهم ما في الأمر أن عليها أن تصنع فارقًا يمكن الشعور به.
الفكرة من كتاب وباء الإنهاك
هل تعلم كم يكلفنا إنهاك العمل الناتج عن سوء الإدارة سنويًّا؟ تشير “موس” إلى أنه يتسبَّب في نحو 120 ألف وفاة سنويًّا، ويحتل المركز الخامس في قائمة الأسباب التي تؤدي إلى الموت في الولايات المتحدة، هذا إلى جانب تريليون دولار خسائر اقتصادية ومليارات أخرى تهدر على الرعاية الصحية، حتى إن اليابان تمتلك خطًّا ساخنًا لمواجهة زيادة حالات الانتحار الناتجة عن العمل؛ كما أن جائحة كوفيد-19 أسهمت في تفاقم هذه الظاهرة بسبب فرض التباعد الاجتماعي واقتصار بعض الأعمال على التواصل الافتراضي، إضافةً إلى اختفاء الحد الفاصل بين العمل وممارسة الحياة العادية، ما جعل البعض يصابون بالإنهاك الذي يبدأ فى صورة إرهاق واستنزاف للطاقة مرورًا بانفصال ذهني تام عن العمل وانهيار في الإنتاجية المصاحبة له، وهذه العملية عادةً ما تؤدِّي إلى الإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق وشيوع السلبية والتشاؤم المطلق، ويناقش الكتاب الأسباب التي قد تدفع بالشخص إلى الإعياء، وما الأساليب التي يمكن أن تواجه هذه المشكلة، وكيف يمكن عن طريق التواصل السليم وبناء الثقة أن تصبح بيئة العمل مكانًا يوفر الاحتياجات الذهنية والمادية للعاملين دون أن يتم استنزافها.
مؤلف كتاب وباء الإنهاك
جينيفر موس: هي مؤلفة متخصصة في الشؤون الإدارية لتحسين بيئات العمل، وهي عضو منشئ في مؤسسة Plasticity Labs الاستشارية للدراسة وتقديم الحلول فيما يتعلق بمقرات العمل، وتقوم جينيفر بالكتابة بشكل دوري لمجلة Harvard Business Review ومؤسسة SHRM لإدارة الموارد البشرية، كما أنها عضو منظمة السعادة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كما تسهم في صناعة تقارير السياسة العام الخاصة بالمؤسسات وغيرها، ومن أشهر مؤلفاتها كتاب “Unlocking Happiness at Work” الفائز بجائزة Independent Press Award لعام 2018.