مدن الصين ومعالمها
مدن الصين ومعالمها
بكين تعني العاصمة الشمالية، عاصمة الصين وفيها مدينتان: المدينة التتارية والمدينة الصينية، المدينة التتارية تأخذ شكل حدوة الفرس تقديرًا للخيل وتفاؤلًا به، وفيها حدائق ومعارض فنية للأحجار الكريمة والآلات والأسلحة والمفروشات التي تتميز بالإبداع والإتقان، أما المدينة الصينية فطرقها غير معبدة ويتجوَّل فيها الكثير من السكان، والمحلات على جانب هذه الطرق، ووسائل النقل فيها عربات ذات عجلة أو عجلتين يجرها مجموعة من الأشخاص، وتتصف بالفقر وكثرة المتسوِّلين.
سور الصين العظيم من عجائب الدنيا وهو ممتد كثير الالتواءات، ويظهر فيه كبرياء الإنسان وقوته، وهو أضخم عمل قام به، ويحيط بالصين من الشمال إلى منطقة التبت، وفيه خمسة وعشرون ألف برج حربي، وخمسة عشر ألف برج للحراسة، أمر ببنائه الإمبراطور “شي هوانج تي” عندما رأى حلمًا بأن الخطر سيَحل على البلاد من ناحية الشمال، ويسميه بعضهم أطول مقابر الدنيا، بسبب موت الكثيرين في بنائه، ويحيط بالسور الكثير من الخرافات، ومن المدهش أن الناس يحتقرون الإمبراطور ويرمونه بالحجارة في مدفنه ويسمونه مُبيد الكتب العلمية لأنه أحرق كتب العلم وفلسفة كونفوشيوس وعاقب العلماء بالعمل في بناء السور.
شنغهاي تعني على البحر، ويطلق عليها باريس الشرق،وهي عاصمة الصين التجارية، وسطحها خالٍ من المرتفعات ومليئة بالخضرة، ومزدحمة ليلًا ونهارًا، فيها أحياء أجنبية وأحياء وطنية، والأحياء الأجنبية نظيفة ومنسَّقة ومبانيها جميلة، وأجمل من المدن الأوروبية، ووسائل النقل فيها حديثة، أما الأحياء الوطنية فمليئة بالسكان الصينيين، وتعرض فيها منتجات فنية وطنية، ويتشابه زيُّ الأغنياء والمتوسطين، ولبس الرجال والنساء، ويتكوَّن من قطعتين ويكون من الحرير للأغنياء، ومن القماش الأسود للفقراء، والأحذية من قماش خفيف.
الفكرة من كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
يأخذنا الكاتب في رحلته إلى آسيا التي بدأت في يونيو عام ١٩٣٢، وانتهت بعودته في سبتمبر لنعيش معه ما يراه من جمال الطبيعة وغريب العادات، وما خلَّفته الحضارات والأمم من آثار، ويعرض كل ذلك بنظرة مصرية في أثناء تنقُّله بين بلاد الهند والملايو واليابان وكوريا والصين.
مؤلف كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
محمد ثابت: رحالة مصري، خريج مدرسة المعلمين العليا، وكان مُعلِّمًا للمرحلة الثانوية، وتم تعيينه في وزارة التربية مراقبًا للنشاط الاجتماعي، وعميدًا لمعهد المعلمين الابتدائي في الزيتون، وكان محاضرًا في المواد الاجتماعية بكلية النصر.
جمع في مؤلفاته بين الجغرافيا والتاريخ السياسي وعلم الاجتماع، وكان ذلك بغرض تعليمي ووطني لتسير مصر والدول العربية على خطى تلك الدول، ومن مؤلفاته: “جولة في ربوع أوروبا.. بين مصر وأيسلندا”، و”رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها”، و”نساء العالم كما رأيتهن”.