حروف المعاني ودلالاتها
حروف المعاني ودلالاتها
بعد معرفة المعاني، بقي أن نعرف دلالة “حروف المعاني” التي تربط بين كلمات القُرآن، وذلك لأن الخطأ في تحديد المعنى المُراد للحرف في سياق مُعين قد يقلب المعنى، أو يُقلِّل من بلاغته، أو يُضعِف فهم المُريد.
فمعرفة دلالة حروف المعاني على ثلاث درجات: الأولى هي إدراك المعنى المشهور لكل حرف، مثل (الفاء)، فقد تكون سببية، فصيحة، عاطفة، جوابية، والدرجة الثانية هي إدراك المعنى المُراد لكل حرف حسب موضعه: مثل (الباء) في قوله ﴿بِسْمِ اللَهِ﴾ للاستعانة، والدرجة الثالثة هي أن نُحقِّق الاختلاف، فنتتبَّع أقوال المُحققين لكي نفهم الكلام على أبلغ وجه.
وبالمثال يتضح المقال، فمثلًا في قوله تعالى عن فرعون حين قال للسحرة عندما آمنوا بموسى (عليه السلام): ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ ولم يقل “على” وكأن المُراد من شدة غيظه، هدَّدهم بأنه سيصلبهم تصليبًا شديدًا، وكأن الأجساد من شدة صلبها حفرت الجذع!
كما أن هناك “التضمين”، وهي كلمة يقصد بها علماء اللغة إشراب فعل معنى فعل آخر ليدل الفعل الأول على معناه الأصلي وعلى المعنى الذي دلَّ عليه السياق، والفائدة من الناحية البلاغية هي الإيجاز والاختصار، فبدلًا من استخدام كلمتين، نستخدم كلمة واحدة.
ومثال ذلك في قوله تعالى عن اليتامى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ﴾، فالأصل في فعل الأكل أنه يتعدَّى بنفسه فتقول: أكلت كذا وكذا، أو بحرف “من” فتقول: أكلت من كذا، أما في قوله تعالى فقد جاء حرف “إلى” ليضيف معنى الجمع والضم بجانب الأكل، فيكون المعنى: ولا تأكلوا أموالهم بالباطل بأي طريقة، ومن هذه الطرق الباطلة: أن تجمعوها أو تضموها إلى أموالكم.
الفكرة من كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
يحتار الكثيرون في المنهجيَّة المُناسبة لفهم القُرآن فهمًا دقيقًا تُتذوَّق فيه المعاني البلاغية للقُرآن الكريم، ولا يفهم طبيعة الكُتب المُتعلقة بعلوم القُرآن وتساعد على فهمه، ففي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب عدة مراحل تساعد مُريد فهم القرآن على فهمه، ومعرفة المنهجيَّة المناسبة للإلمام بمعاني القُرآن.
مؤلف كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
عصام العويد: سعودي الجنسية وُلد عام 1971 ميلاديًّا في محافظة القصيم، نشأ في صغره على طلب العلم والأخذ عن الشيوخ الكِبار، حصل على الماجستير في الحديث وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد شغل عدة مناصب دعوية مختلفة، فعمل عضو هيئة تدريس بجامعة الإمام في الرياض، ومستشارًا شرعيًّا في موقع “أون لاين”، وعددًا من المناصب الأُخرى، وله عدد من الإصدارات المسموعة والمؤلفات المكتوبة، منها: “تحريك الجنان لتدبُّر وتوقير أم القرآن”، و”أسوار العفاف”.