التوتُّر الكامن
التوتُّر الكامن
الأعمال البشرية تتطلَّب من الإنسان أن يقع تحت ضغط يُسبِّب له الكثير من القلق والتوتر، حتى يتراكم عليه بشكلٍ ما فيتحوَّل إلى توتُّر كامن، وذلك نتيجة للتراكم في الفكر والأعباء مع محاولة التكيف معها يجعل الشخص مُثقلًا بتوتر داخلي، ويجعله فاقدًا للسيطرة على أي محاولات جديدة لتحسين حياته، وغالبًا لا يظهر عليه أعراض جسدية إلا بعد فترة طويلة، لكنه يعاني الاكتئاب والتقلُّب المزاجي السيئ، ولا يعلم حالته هذه إلا بعد ممارسة عملية الاسترخاء، إذ إن عملية الاسترخاء أشبه بعملية تفريغية لكل ثُقل يعانيه الشخص لأن التخلُّص من التوتر فكرة خيالية، بل مهمة، فسرعان مع زيادة استمرار حياة الإنسان فيها ستتدهور حالته الصحية والنفسية، لذا عليه أن يفهم أسباب توتره وتفعيل جسده لتقليل التوتر، وهناك طرق فطرية أيضًا للتخلُّص منه، ولكي يحيا الشخص حياةً أكثر هدوءًا ونجاحًا واستقرارًا نفسيًّا صحيًّا، فمثلما قال جورج بيرنز: “إذا ما سألت ما هو السر الوحيد والأكثر أهمية لعيش حياة أطول، سأجيبك قائلًا إنه يتمثَّل في تجنُّب الشعور بالقلق والتوتر والضغوط، وحتى إن لم تسألني سيظل من الواجب عليَّ أن أخبرك بذلك”.
من أهم أجهزة الجسم هو الجهاز العصبي الذي يعمل بشكل تلقائي لكي يحافظ على انتظام كل عضو بوظيفته، وأهم عضوين في الجهاز العصبي والمسؤولان عن موازنة التوتر والسيطرة عليه الجهاز العصبي السمبثاوي والجهاز العصبي الباراسمبثاوي، فالسمبثاوي مسؤول عن عملية الكر أو الفر، فهو يمدُّ جهازك العصبي بالأدرينالين والكورتيزول، ويضخ المزيد من الدم والأكسجين لكي تستطيع الجري أكثر أو القتال بقوة، أما الباراسمبثاوي فهو يمدُّ جسدك بالاسترخاء الطبيعي ويفرز لك الإندروفين الذي يشعرك بالراحة بعد عمل مجهود، لذا كلا الجهازين يساعدانك على أداء المهام بشكل متزن، لذا تتابع شعورك بالتوتر يعني استجابة جهاز واحد فقط كثيرًا والآخر لا يعمل بشكل كافٍ.
الفكرة من كتاب سيطر على التوتر.. كُف عن القلق واشعر بالتحسُّن الآن
يملك الإنسان كثيرًا من المشاعر مثل السعادة والغضب والحزن والحنان والحب وغيرها، لكن إذا تملَّكه الغضب يتحوَّل إلى شخص متوتر وقلق بشدة حول كل شيء وأي شيء، ويكون المُسيطر هنا هو مشاعره لا الإنسان نفسه، فينتج عنه كثير من الأفعال والانفعالات السيئة وتملكه مشاعر سلبية، وحينها عليه التخلص، بشكل إيجابي، مما يملكه غير مُنغرس في كمِّ الضغوطات والتوتر فقط ليزيد من إنتاجيته، بل يحمل نفسه على التغيير الإيجابي لكي يزداد هدوءًا وتركيزًا في حياته بالقدر الذي يزيد من مهاراته وقدراته في النجاح بالحياة، ويأخذك الكاتب في عرض عن كل ما تحتاج إدراكه عن التوتر والتعامل معه.
مؤلف كتاب سيطر على التوتر.. كُف عن القلق واشعر بالتحسُّن الآن
بول ماكينا: مُقدِّم تلفزيوني وكاتب معروف لدى معظم البريطانيين كشخص واسع المدارك وصاحب رؤى في الفلسفة وعلم النفس، وكان قد أذهل الناس قبل نحو 12 سنة عندما نجح في تنويم نحو ألف شخص كانوا تحت سقف واحد مغناطيسيًّا خلال لقاءات حية.
وله مؤلفات عديدة منها: “أستطيع أن أجعلك غنيًّا”، وله أيضًا كتاب بعنوان “أستطيع أن أجعلك نحيفًا”، و”الثقة الفورية”، و”غيِّر حياتك في سبعة أيام”.