الطفولة الأولى
الطفولة الأولى
مرحلة الطفولة الأولى: هي مرحلة الطفولة دون سن التمييز، وتكون منذ الولادة إلى خمس أو ست سنوات، وهذه المرحلة ضرورية جدًّا لأنها بمنزلة الأساس لما بعدها، والطفل في هذه المرحلة يكون مستعدًّا للتلقِّي والتشكيل، وبها تتشكَّل شخصيته ونظرته إلى الحياة.
وما يُميِّزها أنها فترة يكاد يكون التأثير الخارجي فيها قليلًا جدًّا مقارنةً بالمراحل الأخرى، فهي فرصة جيدة لتفرُّد الوالدين بعملية التربية، كما أن الطفل يكون مُتعلِّقًا بهما تعلُّقًا شديدًا لأنه يرى أنهما مصدر قوَّته وأمنه، لذا فلا بد للوالدين أن يجتهدا اجتهادًا كبيرًا، وأن يبذلا كلُّ ما بوسعهما لتعليم طفلهما السلوكيات والأخلاقيات الحسنة.
بجانب ذلك يُقلِّد الطفل والديه بشكل كبير، ولهذا كان على الوالدين أن يُراقبا تصرفاتهما، وأن يُكثرا من السلوك الطيِّب كالمعاملة الطيِّبة، وتنظيف المكان، والتسمية قبل الأكل والحمد بعده وغيرها من الأذكار والسنن في اليوم والليلة، وذلك لأن الطفل يلتقط بعينيه محاولًا التقليد، والتربية بالقدوة هي أقوى وأقصر طرق التربية، فهي أولى من أمره ونهيه.
بجانب ذلك يمكن للوالدين الاستفادة من هذه الخاصيَّة بتنمية الجانب اللغوي للطفل، وذلك من خلال مخاطبته، والتحدُّث بألفاظ صحيحة، وقصِّ القصص والحكايات الشيِّقة، وتلقينه القرآن الكريم بدايةً بقصار السور، والحذر كل الحذر مما قد يشاهده الطفل على التلفاز من مشاهد خطيرة أو غير أخلاقية، فلا بد للمربي أن يعي جيدًا ما تقع عليه عين طفله.
ويحاول الطفل في هذه المرحلة اكتشاف عالمه ومحيطه، فتكثر تساؤلاته، ويتحقَّق من الأشياء بشكل محسوس لا معنوي، فتزداد طاقته الحركية ويمارس اللعب بشكل كبير، وهذه علامة صحيَّة؛ لذا وجب على المُربي توظيف هذه الطاقة لمكانها الصحيح، وأن ينوِّع في طبيعة الألعاب والنشاطات مع الطفل.
الفكرة من كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
إن عملية التربية للشخصية المُسلمة ليست كأي عملية تربية لصاحب ديانة أو فِكر آخر، وذلك لأن المُسلم يقصد الفلاح الدنيوي والأُخروي، لذا كان من الضروري على المُربِّين تلمُّس أساليب التربية المتزنة الموافقة للشريعة الإسلامية ليتكوَّن جيل مستقيم مُستمسكًا بدينه ساعيًا في دُنياه.
وفي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب موجزًا يسيرًا جامعًا لمراحل نمو الإنسان منذ طفولتِه حتى مرحلة البلوغ، يتناول فيه خصائص كل مرحلة والمشكلات التي يمكن أن يواجهها المُربُّون، وتوجيهات ونصائح عامَّة معتمدًا على مواقف من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح.
مؤلف كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
محمد بن شاكر الشريف: باحث وكاتب إسلامي بمجلة البيان الإسلامية، حاصِل على درجة الليسانس في اللُّغة العربية والعلوم الإسلامية، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونيَّة والاتصالات، عمل بالتدريس ثم الإدارة في إحدى كبريات المدارس الأهليَّة في مكَّة المكرَّمة، ثم انتقل بعدَ ذلك للعمل في مجلة البيان.
مؤلفاته:
له عدد من المؤلفات مثل: “إن الله هو الحكم”، و”وقفات مع تجديد الخطاب الديني”، و”إدارة الدولة الإسلامية”.