كيف تؤثر العلاقات مع الأقران بالأبناء
كيف تؤثر العلاقات مع الأقران بالأبناء
إن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يعتمد استمراره ونجاحه على الكفاءة الاجتماعية، ويستغل كل من الأطفال والأشخاص البالغين المعلومات الواردة إليهم من الآخرين لمساعدتهم في إدراك ذواتهم، وأول علاقة اجتماعية تنشأ لدى الأطفال هي العلاقة بين الآباء والأبناء، وللآباء أثر بالغ على العلاقات الخاصة بالأبناء، لأن الأطفال يسترشدون في تعاملهم مع الآخرين بالنموذج الخاص لعلاقتهم مع الآباء، ويختلف مفهوم الأقران عن مفهوم الصداقة؛ حيث يمكن أن يكون الأطفال محبوبين بين زملاء فصلهم، ولكن لديهم زميل واحد أو زميلان ممن يرتقون لمرتبة الصداقة،ومن المهارات اللازمة لقبول الأقران، الاهتمام بالآخرين والاستعداد للمشاركة، والانضباط الذاتي بما يتناسب مع المرحلة العمرية من خلال التحكُّم في السلوك العدواني، وإدراك وجهات نظر الآخرين، والمرونة السلوكية.
ويلعب الأقران دورًا مهمًّا في التطبيع الاجتماعي للقيم الخاصة بالأطفال، فالقيم هي انعكاس للأسرة والأقران، وتُعبِّر القيم عن أي توجُّه أو سلوك، يُعتقد أنه يعزِّز من نمو الذات والآخرين، وعلى مدار نمو الأطفال، ترتبط القيم الخاصة بالأقران بالقيم التي يتقبَّلها الأطفال باعتبارها القيم الخاصة بهم، ويعتقد أن تأثير الأقران يبلغ أقصى مداه في عمر الرابعة عشرة وحتى الخامسة عشرة للأطفال، ويبدأ في الانحسار من عمر الثامنة عشرة، ورغم أن بعض تأثير الأقران يكون سلبيًّا، إلا أن الأقران يساعدون الأطفال على التواصل في مجتمع أقل هرمية، ويكون أغلب تأثيرهم في توجُّهات الأطفال إزاء ما يرتدونه مثل سراويل الجينز الممزَّقة وغيرها من صيحات الموضة الغريبة.
إن الأطفال الأصحاء نفسيًّا يحملون قيمًا أقوى تتضمَّن عناصر النزعة الفردية والجماعية، من حيث ترابط واستغلال الطاقات لمساعدة الآخرين، وتثمين الإنجازات الشخصية.
الفكرة من كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
الأطفال هم العمود الفقري لجميع الأمم وسبيلها إلى الرُّقي والتقدم، ولذا كانت تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا هي غاية الجميع، ولكن تعزيز الصحة النفسية للأطفال يحظى بتقدير أقل بين الناس، فغايات الصحة النفسية أو أهدافها لا تُناقش بالدرجة التي تُناقش بها متطلَّبات الصحة البدنية للأطفال.
وكان هذا الكتاب قاعدة بيانات ثريَّة بالأبحاث المتعلِّقة بكيفية تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا، وتعريف عامة الناس بها؛ لمساعدتهم على تطبيق هذه المعرفة لنفع أُسَرهم، كما ربط الكاتب بين علم تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا وبين ممارسته والاستمتاع به؛ آملًا أن يتمكَّن جميع المربين والمربيات من الاستفادة منه، وتطبيقه في حياتهم اليومية.
مؤلف كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
شارون كيه هول: كاتبة تهتم بالتحدث عن علم نفس النمو والتنشئة، ولها عديد من المقالات في هذا الصدد، وهي أستاذة مشاركة في علم النفس بجامعة هيوستن، وعضوة في الرابطة الأمريكية لنساء الجامعات، والرابطة الأمريكية لعلم النفس، ولها هذا الكتاب المنشور من أعمالها إضافةً إلى عديد من المقالات.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبدالعزيز الشِّيهي: تخرج في كلية الآداب بجامعة المنوفية عام 1996، واشتغل بمجال الترجمة، وهذا الكتاب هو الوحيد المنشور من أعماله.