استمرارية التسويق
استمرارية التسويق
إن الكثير من أصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة يتعاملون مع موضوع تسويق الشهرة بالاعتماد على النشاطات المتفرقة المحكومة بالأهواء والمناسبات، إلى جانب أن نشاطهم التسويقي يتسم بالعشوائية وعدم الاستمرار، وهذا خطأ يكلِّف الشركة ثمنًا باهظًا، فحالهم يشبه حال من يتردد على صالات الألعاب الرياضية مرَّة كل عدة أسابيع أو شهور ليُجهد نفسه في التدريب، معتقدًا أن ذلك سوف يُجدي نفعًا، لكن في الحقيقة إن النشاطات التسويقية الفردية والجهود المتناثرة والمفصولة بعضها عن بعض لا يمكن أن تقود إلى تقدم حقيقي، لأنها تتبخَّر دون أن تترك أي أثر وراءها، وبالتالي لا بد من التركيز والتوجه إلى الحملات التسويقية الشاملة التي تجمع العديد من النشاطات المختلفة ضمن إطار مشترك لأن ذلك يزيد من قدرة العملية التسويقية على التأثير.
إن البدء في حملة شاملة لتسويق الشهرة لا تخلو من صعوبات في بادئ الأمر، إذ تكمن هذه الصعوبات في بذل الكثير من الوقت في الإعداد للحملة، مع دراسة وافية للأدبيات والمقالات الاختصاصية الحديثة، وانتقاء دقيق للمعلومات المناسبة، وفي النهاية تطوير خطة متكاملة لبناء الحملة، وبناءً على ذلك فإن الأسلوب الجذَّاب والكلام العذب لا يكفيان لنجاح العملية التسويقية، وبالتالي لا بد من تخطِّي صعوبات التسويق التالية: “الثقة”، فالتعاقد مع شخص أو شركة ما يتطلَّب قدرًا من الثقة، وبالتالي فإن الرسالة الإعلانية القصيرة لن تكفي لجعل العميل يشعر بالثقة تجاهك وإقناعه بالتعاقد معك، حتى وإن كان في حاجة إلى الخدمات أو المنتجات التي تقدمها، إذ إن عامل الثقة من أهم العوامل في العملية التسويقية، ومن ثمَّ يجب أن تتخذ رسائلك شكل عرض ملموس ومتكامل، تعطي من خلالها العميل الفرصة للتعرُّف عليك وعلى شركتك بشكل جيد، وذلك يكون عن طريق عقد الندوات والمحاضرات والمقالات المتخصصة وكتيِّبات المعلومات.
كما أن “التوقيت” عامل مهم، إذ إن الشخص الذي يتلقَّى رسالتك الإعلانية قد لا يكون في حاجة إلى خدماتك التي تقدِّمها في هذه اللحظة، ولن يحتاجها إلا بعد عدَّة أسابيع أو شهور من قراءة إعلانك، وبالتالي من المؤكد والطبيعي أنه لن يتذكَّر إعلانك، وإن تذكره وأراد أن يصل إليك فلن يجده إذا مرَّ على إعلانك شهور، وبالتالي لا بد من استمرارية العملية التسويقية وتجنُّب الحملات المتقطعة لأنها نادرًا ما تقود إلى النجاح.
الفكرة من كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
يوضِّح الكاتب أن كثيرًا من الشركات الفتيَّة والصغيرة وأصحاب الأعمال الحرَّة يتجاهلون أهمية ودور التسويق كوسيلة لنجاحهم في السوق وإيجاد موطئ قدم لهم، لأنهم يعتقدون أن التسويق يحتاج إلى أموال كثيرة، وبالتالي يبيِّن المؤلف أن هذا اعتقاد خاطئ لأن التسويق أصبح جزءًا لا يتجزَّأ من أعمال الشركات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وأن هذه الشركات الناشئة تستطيع أن تقوم بعملية تسويقية لا تحتاج إلى الأموال وحسب، بل تحتاج إلى الأفكارالخلَّاقة والجرأة والتصميم، وتحقيق الشهرة والتميُّز في المقام الأوَّل، وبناء جسور من الثقة بين الشركة والعميل، عن طريق عملية تسويقية منهجية شاملة ومستمرة.
مؤلف كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
توماس غريبر: درس علم الاقتصاد وإدارة الشركات الصغيرة في جامعة نيويورك، وهو خبير استشاري لشؤون الشركات في زيوريخ، كما عمل لمدة ثماني سنوات مديرًا وخبيرًا في مجال الإدارة في نيويورك، وأسهم خلالها في مساعدة العديد من الشركات على الخروج من أزماتها الحادة والنهوض من جديد.
معلومات عن المترجمين:
الدكتور هاني صالح، والدكتور عمار قسيس.