كتالوج البشر
كتالوج البشر
هل تعلم أن الحياة بأحداثها تؤثِّر فيك بيولوجيًّا، وتغيِّر من تفكيرك ونظرتك إلى الأمور، فمثلًا لو عشت طفولة قاسية وحيدة، ستكبر وأنت حذر وخائف من العلاقات ومن الناس ومعتاد الوحدة، وسواء كانت أحداث الحياة سيئة أم جيدة، فهي ستؤثر في شخصيتك بشكل أو آخر، فلا يمكنك أبدًا أن تقول إن شخصيتك ثابتة أو تتوقَّع الثبات من الآخرين، فنحن نتغيَّر مع المواقف والزمن.
ومن أنماط الشخصية أيضًا أن تكون من محبي البدايات والأفكار الجديدة ووضع الخطط، لكنك تشعر بالملل والرهبة من النهاية سواء في العلاقات أو الأعمال، أو أن تكون شخصًا مغرمًا بالنهايات بالاكتمال والوصول مثل تربيتك لطفلك ومشاهدته يكبر وتزويجه وتعليمه، وهذا ولع بالنهايات، وهناك من يستطيعون الجمع بين النمطين لكن تظل إحدى الجهتين تمثل لهم منطقة أمان.
وأيضًا يمكن أن تكون من نمط الناس الذين يهتمون بالاختيارات ووجود أكثر من بديل لكل خطوة يتخذونها في حياتهم والبحث دائمًا عن الجديد، أو تكون من محبي النظام المعتمد على الإجراءات المحددة وتريد سير الطريق بطريقة صحيحة فقط دون السعي وراء أي ابتكار أو تجديد.
والإجراءات مثلًا قد تكون مناسبة في بعض الوظائف لكنها لا تصلح للعلاقات، ففي الزواج مثلًا لا يكفي أن تقوم الزوجة بإجراء روتيني يومي كصنع كوب من الشاي يوميًّا لعشرات السنين لتضمن حب زوجها وتقديره، فالحب قائم على الاختيارات، فإذا لم تجد نتيجة كبيرة من تقديم معروف ما فعليها بتغيير هذه الطريقة واختيار طريقة أخرى، أما عند التعامل مع مجموعات من الناس فالأحسن هو الإجراءات لأن إعطاء الكثير من الخيارات يجعل الناس تتشتَّت وتبدأ في البحث عن اختيارات أخرى، أما وضع إجراءات صارمة للمجموعة بخطوات، فهذا يجعل التعامل أسهل وأوضح.
وقد يكون نمطك الشخصي أنك شخص مبادر، أو شخص متمهِّل، أو تكون أكثر حسمًا أو أكثر مراقبة أو تجمع بينهما، ومما يفسد العلاقات أن يكون أحد الطرفين حاسمًا وأحدهما مراقبًا، فتجدهما في صراع وتضارب، ولكن لو تم الاتفاق على الأمر وتنظيمه ستحل المشكلة.
ومن الجميل رغم كل هذه الأنماط الشخصية أنها ليست قالبًا جامدًا، ولكنها تتغيَّر ليحدث التوازن بينك وبين شريك حياتك، وفي بيئة العمل لتغطية نقاط الضعف، لكن المهم ألا نكون صارمين ويكون لدينا النية في التغيير، وينبغي أيضًا أن نكون أكثر وعيًا بمن حولنا وأكثر قدرة على قراءة التلميحات ولغة الجسد، وأن نرى بأعين الآخرين.
الفكرة من كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
تخيَّل نفسك في سن الثمانين، تفكِّر في كل حياتك الماضية، في من قابلتهم وعرفتهم، ومن فرَّقت الحياة بينكم، تفكر كيف تغلبت على المواقف السيئة، ولماذا أصلًا تحدث لك مواقف سيئة؟ لماذا يؤذي الناس بعضهم بعضًا، بعد كل هذا العمر سيصعب علينا الإجابة عن سؤال لماذا.. لماذا تصرَّفت أنت بجنون أو بغضب أو ببلاهة في موقف معين؟ كيف استطعت أن تكسب مديرك؟ كيف استمرت علاقتك بشريك حياتك؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يمكنك معرفتها عندما تفهم الدوافع المحركة للبشر، ستصبح أكثر عذرًا لنفسك وللآخرين، سيكون رد فعلك دائمًا منطقيًّا ومدروسًا ومناسبًا لك ولجميع من حولك، وفي هذا الكتاب تشرح لنا سوزان كويليام الإجابة بالمنطق والعلم، لكنها تنصح بضرورة قراءة الاستبيان الموجود في نهاية الكتاب قبل البدء في القراءة؛ حتى تستطيع أن تستنتج شخصيتك الحقيقية لا الشخصية التي ترغب في أن تصبحها.
مؤلف كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
سوزان كويليام هي عالمة نفس متخصصة في العلاقات، وكاتبة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، ولدت عام 1950 في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة، وعملت لفترة في مجال الإعلام وقدمت عدة برامج تلفزيونية، وألفت سوزان سبعة عشر كتابًا، تم ترجمتها إلى 18 لغة وفي 22 دولة، من بينها الكتاب الشهير: “Body language secret أسرار لغة الجسد”.