هل الشركات عابرة القومية تحفِّز اقتصادات الدول النامية؟
هل الشركات عابرة القومية تحفِّز اقتصادات الدول النامية؟
الشركات عابرة القومية هي أحد الاقتصادات الدولية التي يكون لها كيان مشابه لكيان الدولة، فهي تتمتَّع بعمق سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، وهي تنتج كميات كبيرة من السلع والخدمات للأسواق العالمية، وتمتلك قوة ضخمة تمكِّنها من التأثير في حياة الفقراء، ولكن ذلك يكون بشكل خفي.
كما أنها تمثل دعمًا مهمًّا للاقتصادات الغربية، وتسيطر على الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان النامية، وتأتي هذه الشركات من دول الاتحاد الأوروبي بحوالي 84% من الاستثمارات، وبالأخص المملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا.
وتختلف تلك المؤسسات عن الشركات المحلية في أنها تتحكم مباشرةً في توزيع مواردها، وهي أكثر قدرة على احتكار السوق المحلية للدولة التي تعمل بها، كما أنها تتخذ جميع قراراتها في المقر الرئيس لها، ولا تقوم بالتشاور مع سكان الدول التي تقوم بها المشاريع، وهناك أيضًا شركات تابعة لها لا رأي لها في تنفيذ أي قرار.
هذه الشركات لا تستقر في استثماراتها على دولة واحدة، فكل اهتمامها يكون بالأرباح التي تجنيها وليس بمصالح تلك الدول التي تستثمر فيها، حتى إنها أحيانًا تأخذ تمويلًا من حكومات تلك الدول، وبذلك تقلِّل من توافر الأموال في البنوك التي كان من الممكن لشركة صغيرة محلية أن تستثمر بها، وتتميز تلك الشركات بانتقال أعمالها في عدة دول بطريقة سريعة وميسرة.
وقد أثبتت الأبحاث أن الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان الأشد فقرًا يؤدي إلى توزيع غير عادل للدخل وبخاصةٍ في آسيا، وتقوم هذه الشركات بتقليص دور الحكومات، ما يزيد من سيطرتها على الدول في توسيع قوتها الاقتصادية والصناعية، فكلما زاد ضعف الدول وتراجع دور الحكومات أصبحت أقوى في استغلالها للدول الفقيرة.
الفكرة من كتاب نهب الفقراء
هذا الكتاب يفسِّر لنا بعض أسباب فقر الدول بشكل عام، ودول أفريقيا بشكل خاص، لوجود معظم الدول النامية فيها ولكثرة الشركات عابرة القوميات التي تأتي إلى بلدانها، ونتعرف معًا على هذه الشركات، ودورها في البلدان النامية وأهداف وجودها، وتبريرها بما تُنشَأ من أجله، وهو إقامة المشروعات التي تدَّعي أنها تعمل على تنمية هذه الدول، ولكن نجد من خلال هذا الكتاب أنها تقوم بنهب شعوب أفريقيا من خلال المشروعات التي تعمل عليها، فهي دائمة السعي وراء الأرباح والثروات الطبيعية والمعدنية التي توجد في أفريقيا، ويوضح الكاتب من خلال كتابه الأسباب وراء فقر دول أفريقيا، رغم أنها تمتلك ثرواتها وأراضيها، وسوف نعرض أهم النقاط التي جاء بها الكاتب لكي توضح لنا دور الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة.
مؤلف كتاب نهب الفقراء
جون ميدلي: ولد في 19 أبريل 1891 في أكسفورد، وتوفي عام 1862، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “العصر الذهبي” (1963)، و”الاندفاع إلى الثراء” (1971)، و”من صحارى الأنبياء يأتون” (1973)، و”جون موناش” (1982).