العولمة

لخَّص الكاتب مانع الجهني في كتاب ندوة “المسلمون وتحديات العولمة” مفهوم العولمة حيث قال إنها: “ذلك التوجُّه وتلك الدعوة التي تسعى إلى صياغة حياة البشر في مختلف الأمم وفق القيم والمسالك والأنماط الغربية، وتحطيم خصوصيات الأمم المختلفة، إما بالترغيب وإما بالترهيب”، ففي كل الأحوال العولمة ليست مشتقة لا لغويًّا ولا مفهومًا من العلم بل من العالمية، ولأنها نتاج تراكم أفكار مستحدثة سُمِّيت بألقاب كثيرة منها “النظام العالمي الحديث”، وقد تعدَّدت أبعادها؛ ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ومعرفية وتكنولوجية، وغيرها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وأبرز مفهوم للعولمة ظهر في البُعد الاقتصادي أولًا معتمدًا على الليبرالية واقتصاد السوق العالمي، فالعولمة كان الغرض منها في البداية دمج أسواق العالم في التجارة والاستثمار، لذا هي تحويل العالم إلى سوق وله مالك واحد، فأصبح كل شيء تدريجيًّا يتحول إلى سلعة تُباع وتُشترى بسعر عالمي، وجعلت من الشركات قسمتها إلى شركات محتكرة للسوق وشركات تابعة لها، وظهر مفهوم الليبرالية الجديدة فهو المحرك لإدارة السياسة الاقتصادية العالمية.

وبالطبع استخدمت العولمة أقرب وسيلة وأوسعها انتشارًا ألا وهي الإعلام، فقد سيطرت من خلاله لترويج منتجاتها الاستهلاكية عن طريق الإعلام الصوتي والمرئي، وأقنعت العامة من الناس بشكل الحياة الرأسمالي والليبرالي غير المقيَّد، لكن الخطر الذي داهم العالم هو الترويج لكل ما يخص المرأة، فتبعًا لذلك روَّجوا لكون المرأة سلعة استهلاكية لنشر الإغراء وثقافة العنف والجنس دون قيود من خلال الإعلام وحملات الإعلانات الدعائية.

أصبحت العولمة محورًا أساسيًّا للفكر العالمي مُخترقة كل الحواجز الجغرافية والسياسية والدينية، ولأنها باغتت حتى المجتمعات الإسلامية فأدخلت الانحلال الأخلاقي والفكري عليها فصنعت عبئًا جديدًا على كل مجتمع إسلامي ليتعامل مع أفراده بمبدأ بنائي شامل للفرد المسلم فكرًا وعقيدةً وخُلقًا، ولأن كلمة بناء المجتمع تعني امرأة مسؤولة كان هدف العولمة الأسمى يتمحور حول هدم مفهوم الأسرة وتحريف دور المرأة وانحرافها تحت عنونة وهمية خبيثة ألا وهي “حقوق المرأة”، مع هدف أعم وهو تدمير المجتمعات البشرية الإنسانية.

إكرام بنت كمال بن معوض المصري، كاتبة وباحثة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع.

ومن مؤلفاتها “عولمة المرأة المسلمة.. الآليات وطرق المواجهة”، و”جهود بعض المنظمات والجمعيات النسائية الإسلامية في مواجهة مؤتمرات المرأة الدولية”.