التصميم الذكي
التصميم الذكي
إن أكثر الحجج التي تدعم وتؤكِّد وجود الله وأكثرها شهرة هي حجة “التصميم”، وتقوم تلك الحجة على أن التصميم الواضح في الطبيعة يدل على وجود “مُصمِّم” لهذا الكون، فالإنسان يشاهد أن هذا الكون منظم وليس عشوائيًّا، وهذا النظام المشاهد يدل على التصميم الذي يشير إلى وجود المصمِّم الذي هو “الله”.
فالقانون الأول لنيوتن، على سبيل المثال، الذي يقول: يظل الجسم في حالته الساكنة ما لم تؤثر فيه قوة خارجية تغير من هذه الحالة، وغيره من القوانين تشير إلى اطرادات كلها دقيقة رياضيًّا وكونية وشاملة ومترابطة فيما بينها، ووجود تلك القوانين كحزمة واحدة، جعل علماء الطبيعة كنيوتن وأينشتاين وهايزنبرغ يسألون عن السبب، وجوابهم كان “الإله”.
إن قوانين الفيزياء ليست قوانيننا، بل هي قوانين الطبيعة، فعمل العلماء هو اكتشاف القوانين الطبيعية وليس صناعتها، فقانون الجاذبية يتمثل في تفسير ظاهرة طبيعية موجودة واقعيًّا، وكل ما قام به العلماء هو اكتشاف هذا القانون، وليس صناعته وفرضه على الطبيعة، فواجب العلماء هو فك رسالة الطبيعة التي هي رسالة الله وليست رسالتنا.
إن قوانين الطبيعة تعد مشكلة حقيقية للملحد لأن صوت العقلانية يُسمع من آلات المادة، والعلم يقوم على أساس أن هذا الكون منظم ومنطقي وعقلاني، وهذا التنظيم والمنطقية والعقلانية لا تنتج من العشوائية والصُّدفة، بل لا بد أن تنتج من عقل الإله كما يسميه العلماء.
الفكرة من كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
ظل “أنتوني فلو” لمدة نصف قرن يدافع عن الإلحاد في كل مكان وفي كل مناسبة، مصرحًا بأنه لا يوجد إله لهذا الكون، حتى أنه كان يُعد من أشرس الملاحدة في القرن العشرين، وفي عام 2004 أعلن -فلو- لأول مرَّة أنه يؤمن بوجود إله لهذا الكون، إلا أن الملاحدة أمثال “ريتشارد دوكينز” قاموا باتهام “فلو” بأنه قد أصابه الخَرَف بسبب كبره في السن، وخوفه مما سيؤول إليه بعد الموت، إلا أن “فلو”، وردًّا عليهم كتب هذا الكتاب ليبيِّن لهم وللجميع أنه ألحد عندما كان الدليل الذي بين يديه يشير إلى عدم وجود إله، وأنه الآن قد توافرت العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود الإله، وأنه يتبع الدليل حيثما يقوده، حيث يجب على الفيلسوف أن يتبع الدليل أينما يقوده، وهذا ما طبَّقه أنتوني فلو.
مؤلف كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
أنتوني فلو ، هو فيلسوف بريطاني، عمل مدرسًا للفلسفة في جامعة أكسفورد، عاش أغلب حياته ملحدًا، إلا أنه في عام 2004 أعلن أنه أصبح مؤمنًا بوجود إله، تُوفِّي عام 2010، ومن أهم كتبه وأشهرها: “هناك إله”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور صلاح الفضلي، حاصل على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر، إلى جانب أنه حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة.