العدوى.. كيف توقفها المناعة؟
العدوى.. كيف توقفها المناعة؟
أغلب أمراض الأطفال ترجع إلى العدوى الفيروسية أو البكتيرية، لذا يجب أن نفرق بينهما لأن العلاج يختلف، فالفيروسات كائنات مجهرية لا تحتوي إلا مادة وراثية مغلَّفة بغلاف بروتيني، طريقة تضاعفها عن طريق خلط مادتها الوراثية بالمادة الوراثية للخلية المستهدفة ومن ثم إنتاج آلاف الفيروسات الأخرى، ويعدُّ استهداف خطوة التضاعف هذه وإعاقتها فكرة لعمل أحد مضادات الفيروسات.
بينما البكتيريا كائنات حية أكبر من الفيروسات لها مكونات داخل الخلية وتأخذ أشكالًا مختلفة: مثل العصيات والمكورات والبكتيرية اللولبية، وليست كل البكتيريا ضارة بالإنسان، لكن يوجد العديد من الأنواع التي لها وظائف حيوية مساعدة كتلك التي تعيش في الجهاز الهضمي على بقايا الغذاء وتهاجم البكتيريا الضارة، والدواء المضاد للبكتيريا هو المضاد الحيوي عن طريق تدمير الغشاء البكتيري أو وقف انقسامها.
منذ ولادة الإنسان يوجد لديه جهاز مناعي يتطور مع الوقت ومع كل عدوى يحتفظ بالتركيب الجيني لها لمهاجمتها في المرة التالية، حتى تتشكَّل ذاكرة مناعية تحتوي آلاف التركيبات الخلوية التي هاجمت الإنسان يومًا ما، والكريات البيضاء هي المسؤول الأول عن المناعة، وتنقسم إلى خمسة أنواع: العدلات والخلايا الحامضية واللمفاويات الخاصة بالهجوم وتكوين الذاكرة المناعية ووحيدات النواة والخلايا القاعدية المسؤولة عن رد الفعل التحسُّسي.
من ضمن أعراض العدوى، والتي تعد أحيانًا من أدوات المناعة لخلق بيئة غير مناسبة لحياة البكتيريا هي الحمى، عندما تزيد الحرارة عن 37.7، وهذا مهم للتفرقة عن ارتفاعات الحرارة العادية على مدار اليوم، وتعدُّ الحمى هي الشكوى الأشهر لأهل الطفل، وهناك العديد من الوسائل التي تسهم في تخفيف الحمى قبل الذهاب إلى الطبيب كإلباس الطفل ثيابًا خفيفة وإعطائه مشروبات باردة كالمثلجات وإعطائه جرعات مضبوطة من الباراسيتامول لخفض الحرارة، ويجب الحذر من الأسبرين للأطفال أقل من 16 سنة؛ إذ يشكل خطرًا على حياتهم.
الفكرة من كتاب أمراض الأطفال
لأمراض الأطفال طبيعة خاصة، ولعلَّ أكثر ما يعبر عن هذه الخصوصية أن الطفل لا يستطيع التعبير عما يشعر به من آلام على عكس البالغين، فهو لا يملك غالبًا إلا البكاء كشكوى موحَّدة لجميع الأمراض، ومن ثم يتطلَّب هذا عناية غير اعتيادية.
تتحدث الكاتبة عن أمراض الأطفال، حيث تلقي الضوء على أشهر الأمراض التي تصيب كل جهاز من أجهزة الجسم وتشرح كيفية التعامل معها والطرق الصحيحة للوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب أمراض الأطفال
تيريزا كيلغور : مختصة في طب الأطفال، وخريجة جامعتي “سانت أندروز” و”مانشستر”. نالت حديثًا شهادة الماجستير في صحة الأطفال من جامعة “ليدز”، وهي تعمل لمصلحة city hospitals بسندرلاند، مقدمة الدعم المتعلق بطب الأطفال لمراكز sure start children centers.
المترجمة في سطور:
هنادي مزبودي: مترجمة ذات خبرة، ولديها سيرة مميزة في العمل في صناعة التعليم العالي، ومن أشهر الكتب التي ترجمتها: “مرض السكري”، و”الربو”، و”الأمعاء”، وكلها من سلسلة كتب “طبيب العائلة”.
سلسلة كتب طبيب العائلة: هي سلسلة مميزة من الكتب الطبية السهلة التي تناقش العديد من الأمراض في شتى التخصصات، من أشهر كتبها: “آلام الظهر”، و”إلزهايمر وأنواع أخرى من الخرف”، و”دوالي الساقين”، و”داء المفاصل والروماتيزم”.