التعلم مدى الحياة
التعلم مدى الحياة
لا نكاد ندرك كيف كانت الحياة قبل اكتشاف الكتابة وكيف كان الإنسان يُشبع كل فضوله المعرفي حينها إذا كان توارث العلم شفهيًّا هو الوسيلة الوحيدة للتعلم؟! ولكننا ندرك أن الكتابة قد فتحت للبشرية آفاقًا جديدة في التعليم، ووفرت عليهم مشقة البحث من جديد في أشياءٍ قد سبق إليها آخرون، ويسرت لهم سبل توارث المعرفة وأشاعتهْا بينهم.
ولكن؛ هل هناك دواعٍ فرضت على الإنسان أن يتعلم ويقرأ؟!
يجيب الكاتب عن هذا السؤال بأنه ربما يكون العلم ذاته هو الدافع نحو التعلم، فالإنسان كلما ازداد علمًا ازداد علمًا بجهله، وازدادت حاجته إلى اكتشاف مواضيع كثيرة في مجالات أكثر، وهذا مما لا يتاح لأحد في هذا العمر الضيق ولا يتيسر إلا بالقراءة وتبني خبرات السابقين والتزود منها.
ويرى المؤلف أنه ربما يكون الدافع نحو التعلم والقراءة الأخذ بأسباب الرزق، فالواقع يشهد أن كسب لقمة العيش اليوم قد صار مرتبطًا بما يمتلكه الإنسان من معارف وعلوم وخبرات، وصار الترقي وظيفيًّا وماديًّا معتمدًا على مدى تقدم الفرد العلمي والثقافي.
ويشير عبد الكريم إلى أن من تلك الدواعي أيضًا رغبة الإنسان في توسيع مجالات نظره وتصوراته، فلا شك أن ضيق التصورات وقصورها إنما هو انعكاسٌ طبيعي لقلة الثقافة وضعفها، ولعل هذا مما قد يدفع المرء إلى القراءة وزيادة المعرفة.
وربما يكون الدافع نحو القراءة هذا القدر الهائل الذي نراه من تدفق المعلومات الهائل في العقود الثلاثة الأخيرة؛ مما يدفعنا إلى استبدال تلك المعارف القديمة بمعارف أخرى أكثر ملائمة للعصر ومجرياته.
الفكرة من كتاب القراءة المثمرة
إن الولع بالمزيد من الاطلاع يُعدُّ أحدَ الحلول المهمة للأزمة الحضارية التي تعانيها الأمة، فإذا أمعنا النظر في واقع الأمم الغالبة المسيطرة اليوم، للمسنا لأول وهلة أنها اعتمدت على التعليم وتيسير سبل المعرفة كأساس لتقدّمها الحضاري.
ولا شك أن القراءة هي من أهم سبل التثقف وتحصيل المعرفة، فجاء هذا الكتاب إيمانًا بذلك، في محاولة لتأصيل هذه الفكرة ومناقشة الموانع وطرح الحلول.
مؤلف كتاب القراءة المثمرة
عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار، ولد عام 1951 بمحافظة حمص السورية.
ويعدُّ من المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، إذ يسعى إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي.