الشباب ثروة قومية
الشباب ثروة قومية
بدأ الدكتور في هذا الفصل حديثه عن الشباب بذكر إحصاءات تُثبت زيادة أعداد روَّاد الجامعات شيئًا فشيئًا، واستدلَّ بذلك على لهفة الشباب المصري على العلم وحرصه عليه، وقد كان ذلك بين عامي 1939 و1940 حيث كانت الأعداد لا تتخطَّى خمسة آلاف طالب، بينما اليوم تضاعفت الأعداد لتصل إلى ملايين الطلاب، لكن المُؤسف أن هذه الأعداد لم تُدرك مسؤوليتها التي تحدَّث عنها الدكتور علي، أن التعليم الجامعي طالما هدف إلى تحرر الفكر وتولي مسؤولية المجال الذي ترتاد، وظنوا أن تلك الحرية تتمثَّل في التمرُّد على النظم وأهملوا المسؤولية المُلقاة على عاتقهم، فالطلاب الجامعيون في جامعات أوروبا لهم الحق في انتخاب مدير الجامعة، ويُمثِّلون دوائر انتخابية لها مقاعد مخصصة في برلمان الدولة، ذلك أنهم أدركوا أن طلاب العلم هم أعرف الناس بالخير، وأقربهم إلى الفضيلة، ويحملون على عاتقهم لواء العلم الذي يُمثَّل عمليًّا بالإصلاح.
يجب أن يُدرك طالب العلم هذه المسؤولية، ويبدأ في قياس قيم الحياة بالشكل الصحيح، بدلًا من الانجراف مع مُلهيات الحياة وتوافه الأمور، ويمكن للدولة دعم ذلك عن طريق وضع خُطط لاستغلال الموارد البشرية والطبيعية على حدٍّ سواء، فتوجِّه الشباب إلى البحث الصناعي وتحثُّهم على العمل تحت أسس قومية تخدم الصالح العام بدلًا من تناثرهم في العمل الحر، وتبدأ في التنقيب عن المعادن الكثيرة الموجودة في الصحاري المصرية مثل الحديد بخاصة.
الفكرة من كتاب العلم والحياة
في هذا الكتاب، جمع الدكتور علي مشرفة عدَّة رسائل له خطَّ فيها ملامح العلاقة الوثيقة بين العِلم وجوانب الحياة المُختلفة، ودوره الرئيس المهم في تطوير هذه الجوانب والنهوض بها، بدلًا من اتباع الحلول الوهمية التي لا تصلح للتطبيق على أرض الواقع.
مؤلف كتاب العلم والحياة
الدكتور علي مصطفى مشرفة: عالم فيزياء نظرية مصري، حصل على دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923، ثم كان أوَّل مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم بإنجلترا من جامعة لندن سنة 1924، لُقِّب بأينشتاين العرب لأن مجال بحثه ودراسته كان مُشابهًا لموضوعات أبحاث ألبرت أينشتاين، وعُيِّن أستاذًا بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثمَّ انتخب عميدًا لها سنة 1936، تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر منهم: سميرة موسى، وله مؤلفات عديدة قصد فيها إبراز أهمية العلم تُخاطب المُواطن البسيط: مثل كتاب “نحن والعلم”، وكتاب “العلم والحياة”، وله مؤلفات أخرى في مجالات الفيزياء والرياضيات مثل: كتاب “النظرية النسبية الخاصة”، وكتاب “الهندسة وحساب المثلثات”.