شركة ديزني للإنتاج الفني
شركة ديزني للإنتاج الفني
في هوليوود، حاول والت أن يَشُقَّ طَرِيقَهُ في عالم الإخراج أو التمثيل ولكنه توصل إلى نفس القرار الذي اتخذه في بداية شبابه، سيصبح رسامًا للصور المتحركة، كان هذا المجال يتطوَّر بصورة بطيئة ووجد والت أن بإمكانه أن يضيف إليه الكثير، لذلك بدأ يتواصل مع الموزعين الذين عمل معهم سابقًا، و عاود البحث عن استثمارات كافية لإنشاء شركة ديزني، ونجحت محاولاته في الوصول إلى عقد مع أحد الموزعين، وبدأت ديزني في إنتاج أفلام كوميدية قصيرة من “أليس في بلاد العجائب”، وخلال هذه الفترة كان الهدف هو تحسين النص وإضافة حسٍّ فكاهي للأفلام، كما ساعد وجود فناني رسوم متحركة موهوبين على زيادة الجودة الفنية للمنتج (لم يكن والت أفضل الفنانين)، وعلى هذا النحو ظل الإنتاج مستمرًّا حتى ظهرت خلافات مالية مع الموزعين أعلنت النهاية لأفلام “أليس”، وهنا تعلَّم والت الدرس الأول له في عالم صناعة الأفلام، وهو أن المنتجين لا يملكون أي سُلْطَة ما داموا لا يمكنهم التحكم في القنوات التي تعرض أعمالهم الإبداعية، وبالتالي فهم دائمًا تحت رحمة الموزعين.
في الفصل التالي من القصة، استكملت ديزني العمل وبدأت إنتاج سلسلة أفلام جديدة عن أرنب يدعى “أوزولد” لصالح شركة “universal pictures”، وكانت هذه السلسلة بمثابة تحدٍّ لديزني في التصميم ولكنها نجحت في حصد شعبية كبيرة كما أصبحت مادة للدعاية، ومع انتهاء العقد تعرَّض والت لصدمة كبيرة حيث فقدت ديزني حقوق الملكية لـ”أوزولد” وخسرت بعض العاملين في الاستديو كذلك، وبذلك عادت الشركة إلى نقطة الصفر، شعر والت بالإحباط كونه عمل جاهدًا على إنتاج لم يكن ملكه من الأساس، ولكنه لم ييأس وظلَّ متفائلًا بالقادم.
في تلك الأثناء ولدت الشخصية الشهيرة “Mickey Mouse”، ولا يتمكَّن الكاتب من تحديد سبب نشأة هذا الفأر الذي أصبح رمزًا لشركة ديزني وأفلام الصور المتحركة بشكل عام، ولكنه يرجِّح أنه نتاج تعاون بين والت (الذي يشبه شخصية Mickey بشكل كبير)، وبأحد أهم الرسامين البارزين في استديو ديزني: “Ub Iwerks”، وكان والت مرتبطًا بشكل كبير بشخصية Mickey حتى أنه أعطاه صوته الذي ظهر به في الأفلام القديمة.
الفكرة من كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
والت ديزني هو الأب الروحي لصناعة الأفلام والصور المتحركة التي دائمًا ما ارتبطت في ذاكرة الناس بالسعادة والترفيه، فالعلامة التجارية التي قام ببنائها في القرن العشرين -والتي تحمل اسمه- قدَّمت لنا حكايات مسلِّية ومتجدِّدة راقت كل الأعمار والأجيال وصنعت عالمًا خياليًّا يمكن للجميع أن يستمتع به، لأن ديزني كان يهتمُّ بفن الحكاية بشكل كبير ويعتبره الطريقة الوحيدة لمخاطبة الجمهور، وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب بوب توماس أن يروي حكاية والت ديزني المميَّزة ويتعرَّف على الأسباب والدوافع خلف هذه الشخصية المبدعة التي غيَّرت العالم وتركت تأثيرًا ضخمًا في عالم الترفيه لا يزال موجودًا حتى وقتنا الحالي.
مؤلف كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
بوب توماس: هو كاتب سِيَر ذاتية ومراسل صحفي عمل في وكالة “أسوشيتد برس” منذ عام 1944 وحتى وفاته في 2014، وخلال حياته قام توماس بتدوين العديد من القصص والمقالات الصحفية عن مجال صناعة الأفلام في هوليوود وأَلَّفَ أكثر من 30 كتابًا منها سير ذاتية عن شخصيات بارزة في عالم الترفيه مثل المخرج هاورد هيوز، والثنائي آبوت وكاستيلو، وبالطبع والت ديزني، ويمتلك توماس سجلًّا في موسوعة جينيس كأطول مسيرة مهنية في مجال الصحافة، كما فاز بجائزة تقديرية عن إنجازاته من منظمة Guild للفنانين، ومن كتابات توماس الأخرى حول ديزني:
Art of animation – 1999
Building a company – 1998
Disney’s art of animation – 1991
ملحوظة: الكتاب لم يترجم إلى العربية بعد.