البناء العقدي والمنهجي للطفل
البناء العقدي والمنهجي للطفل
ربما يظن القارئ أنه عنوان واسع، وأكبر من أن يرد في أول أبواب التربية، لكن الواقع أنه الأصل والمُنطلق لأبواب التربية الأخرى، وأولى خطوات البناء الصحيح لشخصية الطفل هي المُصاحبة، وأن تكون أنت قدوة حسنة له في معاملاتك معه، فعامله بالرفق لا العنف والغضب، وتخيَّر الأوقات المُناسبة للتوجيه والنصح، وبسِّط له المفاهيم النظرية بصورة تطبيقية قريبة لعقله، ولا ينسى الآباء ضرورة ترك مساحة للطفل ليُخطئ ويعبِّر عن رأيه وذاته بالطريقة التي تلائمه حتى ينشأ طفلًا مستقلًّا، ويُراعى إلى جانب ذلك: غرس قيمة بر الوالدين وخُلق الاحترام، ولا يدفعنَّك تدليله إلى إهمال هذا الخُلق، فعليه يُبنى الشكل الصحي لعلاقاته بقية الحياة.
يبدأ بناءُ عقيدة الطفل بتلقينه المفاهيم الأولى بطريقة سهلة يسيرة، فنعرِّفه على شخصية النبي وآل البيت عن طريق القصص وتلاوة قصار السور من القرآن الكريم وشرح معانيها، ونقرِّب له معنى وجود الله ورعايته له كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع ابن عباس (رضي الله عنه) في حديث “يا غلام، إني أعلمك كلمات…”، ثم نشرح له أركان الإسلام ونبيِّن له المقصد منها شيئًا فشيئًا، فيعلم أن الصلاة هي صلة بينه وبين ربِّه، يُؤديها لأنه يُحب لقاءه، ويدعوه الوالدان لتأديتها معهما، وذكر الرسول أن السن المناسبة لهذه المرحلة هي سبع سنوات، والتي أثبتت الدراسات أنها أنسب سن للتلقي والقبول وتشكيل الشخصية، وعندما أشار رسولنا الكريم إلى الضرب عليها عند العاشرة، ترك (صلى الله عليه وسلم) ثلاث سنوات للتأسيس السلوكي والتحبيذ، ذلك أن التربية بالضرب -بتعريفه اليوم- تورثُ الذل والعدوانية وفقد الثقة بالنفس، وعلى قياس مثال الصلاة؛ نعلمه بقيَّة الأركان بالتدريج.
الفكرة من كتاب نباتًا حسنًا
إن الإنسان السوي هو وحدة بناء المجتمع الصالح، ولا تستقيم أمور الحياة إلا باستقامته منذ الطفولة وتنشئته نشأة سوية، وتقع هذه المهمة في المقام الأول على عاتق الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم الإلمام بأصول التربية ومبادئها الصحيحة، وفهم طبيعة الطفل وخصائصه واحتياجاته، وكيفية التعامل مع المشاكل التي تخصُّه، وهذا ما قدَّمته الكاتبة نورة أبو تايه في هذا الكتاب بلغة سهلة بسيطة، مستندة فيه إلى الهدي النبوي في التربية.
مؤلف كتاب نباتًا حسنًا
نورة أبو تايه: لها كتابان أحدهما هذا الكتاب “نباتًا حسنًا” الذي يدور حول مبادئ التربية الحسنة والتنشئة السويَّة للأطفال، وكتابها الثاني “كينونة” كتاب تنموي يتحدث عن الأسئلة التي يطرحها العقل ويرتِّب الفوضى التي تسكن النفس، ويُحاول بناء جسر للتفاهم بين الشخص ودواخله، ليُصبح أكثر تصالحًا مع ذاته.