صور مضيئة
صور مضيئة
يتساءل أهالي المتوحدين بألم عن مصير ابنهم، وثمة نماذج كثيرة مشرِّفة تحفزهم على الصبر والتشبُّث بالأمل، فقد استطاعت تمبل جراندين الحصول على دكتوراه في تصميم أدوات الإنتاج الحيواني رغم إصابتها بالتوحد! وتلقت علاجًا مكثفًا في طفولتهـا أسفر عن تقدم ممتاز وتدرَّجت في التعليم حتى درجة الدكتوراه، ثم ألَّفت كتبًا عن التوحد ذكرت فيه ما كانت -ولا تزال- تشعر به، كرغبتها في القيام بحركات جسدية لدرجة أنها ابتكرت آلة تنحشر بداخلها لتكفَّها عن تلك الحركات، كما تمكنت من التواصل الفعال مع الآخرين حتى إنها ألقت محاضرات عن التوحد، وما كان ذلك إلا نتاج الوعي بحقيقة المرض والمثابرة في مجاهدته.
أمَّا الدكتورة ناهد عبد الخالق فهي قدوة لكل أم، وهي التي رُزقت بـ”إيمان” بعد لهفة وانتظار؛ وسرعان ما لاحظت عليها أعراضًا غريبة، وعندما أُنبئت بالخبر ضربتها مشاعر الحزن والغضب والشعور بالذنب والقلق ولكن لملمت شتات نفسها المبعثرة وقرَّرت مجابهة المرض بالعلم، فقرأت كثيرًا عن التوحـد وحضرت دورات تدريبية في مركز سيتي لتـدريب ودراسات الإعاقة الذهنية، وبسبب وضوح أعراض المرض على ابنتها عانت الأمرين لإلحاقها بمدرسة حكومية، واستطاعت في النهاية إلحاقها بمدرسة تجريبية برفقة مدرِّسة خاصة تمكَّنت الطفلة من الاستغناء عنها بعد ذلك، ولم تكتفِ الأم بذلك، بل قامت بنشر الوعي عن المرض، واتخذت مكان عملها مقرًّا لمقابلة أسر المتوحدين وتقديم الإرشاد النفسي، وقامت بتدريب الأمهات في المحافظات النائية وتدريب خريجي كليات التربية ورياض الأطفال للعمل في مجال التوحد، وشاركت في تكوين جمعية أحبَّاء ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة عين شمس.
الفكرة من كتاب التوحُّد
ارتفعت نسبة انتشار مرض التوحُّد بنسبة مفزعة في السنوات الأخيرة، والتوحد (أو الذاتوية) هو أحد أكثر الاضطرابات الارتقائية شيوعًا والتي تحدث في سِن مبكرة، وينتج عنه خلل في العديد من الوظائف المتعلقة باللغة والتواصل الاجتماعي والانتباه والحركة، إضافةً إلى بعض الآثار السلوكية غير السوية، وللأسف فإن أسباب التوحد غير واضحة حتى الآن وعلاجه غير نهائي، وهذا الكتاب دليل مبسط للآباء وأطباء الأطفال ليكونوا على بصيرة بأعراض التوحد وضرورة الكشف المبكِّر عنه الذي يعدُّ حجر الأساس في فاعلية العلاج، وهو كذلك مرشد لكيفية التعامل الأمثل مع الطفل المتوحِّد في المجالات المختلفة.
مؤلف كتاب التوحُّد
الدكتورة جيهان أحمد مصطفى: أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، حصلت على الدكتوراه في طب الأطفال عام ١٩٩٩، وتلقَّت دورات تدريبية عن مرض التوحد في مركز سیتي لتدريب ودراسات الإعاقة الذهنية بالظاهر، وألقت العديد من المحاضرات عن التوحد في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية التي قامت بهـا كليات الطب والتمريض بجامعة عين شمس، ولها العديد من الأبحاث العلمية في مرض التوحد منشورة في العديد من المجلات العلمية المتخصِّصة في مجال الطب النفسي، ولها أيضًا أبحاث علمية في أمراض طب الأطفال، وعضو جمعية أحبَّاء ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن مؤلفاتها:
– حساسية الصدر والجلد.
– الروماتويد المفصلي الحدثي والذئبة الحمراء.