طبيعة الألم المُزمن
طبيعة الألم المُزمن
أجريت عدة أبحاث حول تأثير الألم في الإنسان، ووجد أن نسبته بين البالغين في بريطانيا نحو 11%، وتزداد بتقدم الإنسان في السن، فقد بلغت النسبة بين كبار السن ممن تخطوا الخامسة والستين عامًا نسبة 25%، ووجد أيضًا بين الشباب والمراهقين والأطفال والدليل على ذلك ذهابهم إلى عيادات علاج الألم.
وقد اعتاد الإنسان مصطلح الألم المُزمن وهو يظن بأنه الألم الشديد، لكن الحقيقة أن الألم المزمن هو الألم المستمر الذي يزيد على ثلاثة أشهر، فقد يُصاب الإنسان بألم مُزمن بشكل مستمر معه، فيكون في أوقات خفيفًا وفي أخرى شديدًا ثقيلًا عليه، والألم مدته لا تُقدر وهو بحسب كل حالة فقد يستمر لأيام أو أسابيع، وقد يمتد لشهور وسنوات عديدة، فبعض الآلام تُصاحب المرء بشكل دوري أي شهريًّا ولعدة أيام وتسكُن بأساليب العلاج العادية، مثل الصداع النصفي وآلام ما قبل الطمث وأشكال الألم العصبي، وقد تكون آلامها شديدة، إلا أنها تظهر لمدة ما وقد تؤثر في سلوك وشعور الإنسان وقتها فقط ثم تختفي وتستمر حياة الفرد بشكل طبيعي بعدها.
أما الآلام التي تُشير إلى أن الجسم في خطر، مثل آلام الكدمات أو كسور العظام أو عرق النساء أو مشكلات العمود الفقري والجهاز العصبي، وتسبب آلامًا حادة في الظهر والرقبة والرأس أو مرضً ما، تطور هذا الألم في الغالب مدته قصيرة وإذا اكتشف سببه سريعًا وعولج، فإنه يختفي ولا يزيد على ستة أشهر في الغالب، ويُطلق عليه أنه ألم حاد غير خطير، أما الألم الذي يُكتشف متأخرًا فهذا يجعل عملية علاجه شاقة مثل ألم مرض السرطان، فهو لا ينشأ إلا باكتمال مراحل المرض داخل الإنسان وهذا يُسمى ألمًا شديد الخطورة، الألم إنذار مُنبه على وجود خلل ما في جسد أو نفس الإنسان علينا أن ننتبه له ونسمع نداءه.
الفكرة من كتاب كيف تتعايش مع الألم؟
في هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب نيفيل شون كيفية التعايش مع الألم وإدارته وفهم الألم وطرق التحكم فيه، وتحويله من ألم تعجيزي إلى تحفيزي، فالكاتب تعرض لانتكاسة صحية حولته من شخص رياضي أكاديمي متفاعل في الحياة إلى شخص عاجز لا يقوى حتى على حمل كتاب يقرؤه لدقائق قليلة ولو حتى على حامل، إلى أن جاء يوم أُقيم فيه برنامج عن إدارة الألم في إحدى المستشفيات، وحضره الكاتب بعد أن نصحه عدد من الأطباء بحضوره، وعلى الرغم من بساطة المحتوى المعروض في هذا البرنامج، فإنه غيّرَ حياة الكاتب والعديد من المرضى معه واستعادوا معه حماسهم تجاه الحياة، وتعلم الكاتب مهارات كثيرة للتعامل مع عجزه وتقويةَ بدنه وكيفية التعايش مع ألمه بشكل تحفيزي لا تعجيزي، وهذا ما جعله يكتب تجربة معايشته للألم الذي ما زال يحمله حتى الآن، فقط ليساعد من هم في مثل ظروفه ومن عانوا من الألم لمدة تزيد على ثلاثة أشهر أو من يعانون ألمًا مستمرًّا، ولم يعرض إلا أشياء جربها بالفعل ويعرف نتيجتها، ليكون دليلًا للمتألم لخوض التجربة والتغلب على التحديات التي توقف حياته.
مؤلف كتاب كيف تتعايش مع الألم؟
نيفيل شون: هو أستاذ جامعي، كان حريصًا على ممارسة الرياضة، وكانت حياته الاجتماعية زاخرة بالأحداث إلى أن أصابه مرض في العمود الفقري، أدى إلى إصابته بالعجز وعدم الحركة وشعوره بالألم المستمر، مما دفعه إلى ترك العمل والإصابة باليأس، لكنه بعد فترة أدار حياته واستعاد نشاطه، واشتهر بكتابنا الذي نعرضه اليوم “كيف تتعايش مع الألم؟”، وله عدة مؤلفات أخرى منها “حِمية الألم المُزمن The Chronic Pain Diet Book”، و”كتيب إدارة الألم Pain Management Handbook”، وكتاب “السرطان – شأن عائلي Cancer – a Family Affair”.