كيف تتعامل مع طفلك المتعثر دراسيًّا؟ وكيف تجعله يشكو حزنه إلى الله؟
كيف تتعامل مع طفلك المتعثر دراسيًّا؟ وكيف تجعله يشكو حزنه إلى الله؟
أفضل وسيلة للتعامل مع فشل الأبناء بالدراسة، هي الانتقال من التوبيخ إلى التقبل، وإعطاء الأمل، فالحياة ليست كلها نجاح، وأحيانًا تكون للفشل فوائد كثيرة، وعندما يتغلب طفلك على فشله في شيء ما تزداد قوة تحمله، وصلابته النفسية، فلا يعرف الطعم الحقيقي للنجاح إلا من ذاق مرارة الفشل، وكن أيها الأب من الأشخاص الذين يقيسون نجاح أبنائهم بداية من الصفر، فكل درجة يحصل عليها طفلك فوق الصفر، هي نتيجة تعب، واجتهاد، وتحتاج إلى ثناء، ولا تكن من الأشخاص الذين يقيسون نجاح أطفالهم بداية من المائة، وكل درجة تنقص عن المائة يعتبرونها خسارة، وركز على كل ما هو إيجابي في شخصية طفلك وامدحه بدلًا من التركيز على الجانب السلبي فيه.
وجوه أطفالنا المليئة بالكآبة صباحًا في أثناء ذهابهم إلى المدرسة تحكي واقعًا أليمًا يعيشه الأطفال في مدارسنا، وهي من أهم الأسباب التي تجعل الطفل ينام وهو حزين، ويستيقظ بائسًا، فعندما يفشل ابنك في شيء ما كالمدرسة أو غيرها، فإنه يحتاج منك حينها إلى الدعم لا الذم، ولا تضغطوا على أبنائكم كثيرًا فربما يتعبون نفسيًّا، فتنفقون على علاجهم كل ما تملكون ليرجعوا إلى طبيعتهم. فعندما يرسب طفلك بمادة ما، لا تعاقبه، فالرسوب وحده يكفي ليكون عقابًا، فالابن الذي لم ينجح في مادة ما يكون حزينًا بائسًا، والجميع حوله سعيد وهذا أكبر عقاب قد يناله، لذا لا تعاقبوا أطفالكم أيضًا لأنكم بهذا تزيدون من معاناتهم.
إن الهموم والأحزان إن ظلت حبيسة الصدر تُصيب صاحبها بالتعب النفسي، والعضوي، وتحيل حياته إلى جحيم، لذا لا بد للمحزون من أن يتحدث مع غيره ليخفف من الحزن الجاثم على صدره، وأبناؤنا في حاجة ماسة إلى من يكون حاضرًا ليستمع إلى شكواهم، ولن يقدر على ذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى، ومن واجب الأب الناجح، والمربي الحكيم أن يُعلم ابنه كيف يسأل ربه، ويشكو إليه حزنه، عن طريق جعله يعتاد ذلك منذ الصغر، وتأييد ذلك بالقصص، كقصة سيدنا يوسف عليه السلام عندما اشتكى حزنه إلى الله، فصرف عنه مؤامرة امرأة العزيز.
الفكرة من كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
نحن في زمن تكثر فيه الأحزان والهموم، ولا يُستثنى من ذلك الصغار، فتجد الأحزان تهاجم الأطفال يوميًّا وهم في أشد الحاجة إلى من يُربِّت على أكتافهم، ويزيل أحزانهم. وللنجاح في تلك المهمة، قدم لنا هذا الكتاب مئات الحلول الواقعية البسيطة لمساعدة الوالدين على التغلب على أحزان أطفالهم، عن طريق طرح الكاتب لأكثر المشكلات التي يواجهها الأطفال، وكيف يجب على الآباء حلها بطرق تخلو من الغضب، والعنف، جاعلًا هدفه هو تكوين أسرة سعيدة، تبعث في أفرادها الراحة، والاطمئنان، ولا شيء أحب إلى الله من سرور تدخله على قلب أخيك المسلم. وقد كان النبي محمد (ﷺ) أكثر الناس حرصًا على مواساة الصغار وقت حزنهم
مؤلف كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته: “علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، “علم ابنك كيف يكره أخاه”، “الفتاة لمن تشكو أحزانها”، “فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، “يا بني كن هذا الرجل”، “كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، “بكاء أطفالنا متى ينتهي”، “تربية العظماء”.