صفات المحاور الجيد
صفات المحاور الجيد
يجب على من يتصدَّر لأي حوار بشكل عام، والحوار ضد الملحدين دفاعًا عن الإسلام بشكل خاص، أن يتمتع بالصفات والمؤهلات التي تمكنه من أداء مهمته، فالمسلم سفير عن دين الله يجب أن يحسن تمثيله، كي لا ينقلب الأمر إلى نتيجة عكسية ويسيء المحاور من حيث أراد أن يصلح، وكثيرًا ما يتصيَّد المتابعون الأخطاء التي يقع فيها المحاورون ويتم التركيز عليها ربما أكثر من الأدلة والبراهين المطروحة.
وأولى هذه الصفات أن يكون المحاور مخلصًا لله تعالى راجيًا بهذا النقاش وجه الله تعالى وتبليغ دينه والذب عنه، وأن يرجو الهداية لمن يحاوره، فالدعوة إلى الله عبادة يجب أن يصاحبها الإخلاص وإلا حبط عمل صاحبها، ومما يعين على ذلك أن يجتهد الإنسان في تزكية نفسه وتأديبها، وبخاصةٍ أن كثرة الحوار والجدل تقسي القلب وتورث الغلظة، وأن ينتقي المحاور المسلم ألفاظه فيحرص على الكَلِمِ الطيب وأن يتجنَّب الإساءة والإهانة لمخالفه، عملًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث “بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا”.
وغني عن الذكر أن يكون المحاور على قدر عظيم من العلم الشرعي والفكري بشكل عام وبقضية المناظرة بشكل خاص والآراء التي وردت فيها ومواطن الخلاف حولها، فمن الحمق أن يتصدَّر الإنسان لما لا يحسنه! ولا بأس من معرفة أصول الجدل وبعضٍ من المنطق.
وفي أثناء المناظرة يجب أن يتسم الطرح بالفصاحة في العرض والتعبير بسلاسة عن الأفكار والحجج وتجنُّب الأخطاء اللغوية، وأن يتصف بالبساطة في الشرح حتى يفهم المخالفون جميعًا، فليس كل السامعين على نفس الدرجة من المعرفة والثقافة والفهم، وأن تكون حاضر البديهة، جاهزًا للتعامل مع الحالات التي يطرح فيها المخالف التساؤلات.
الفكرة من كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
هل سبق لك أن حضرت مناظرةً بين مؤمن وملحد، أو دخلت في نقاش مع أحد الملحدين الجدد؟ إن المناظرات بين المؤمنين والملحدين قديمة قدم التاريخ، ونقلت لنا كتب التراث العديد من المناظرات التي خاضها العلماء دفاعًا عن الدين وردًّا للشبهات، وفي العصر الحديث أسهم الانتشار الكبير لوسائل التواصل في كثرة النقاشات والمناظرات، وينبغي لمن يتعرَّض لهذا المجال أن يكون ملمًّا بأساسيات إدارة الحوار وآداب المناظرة، هذا الكتاب يسد ثغرًا منهجيًّا فيما يتعلق بمحاورات الملحدين في الزمن الحالي وأهم الحيل التي يلجأ إليها الملحدون وكيفية كشفها.
مؤلف كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
أمين بن عبد الهادي خربوعي: باحث مغربي، حاصل على دبلوم الأدب العصري ودبلوم الدراسات الجامعية العامة في علم النفس الاجتماعي وماجستير في إدارة الأعمال، وله العديد من المقالات والحوارات في كثير من المواقع الإسلامية، مثل “الإسلام ويب”، وغيره.