تنميط القراءة
تنميط القراءة
يميل الدماغ إلى تصنيف البيانات المرسلة إليه ووضعها في فئات وأنماط، وتنميط القراءة هو عملية تعرُّف الكلمات بربط التمثيلات المجردة في الحروف بأصوات الكلمة مثل تسلسل الأفعال المنتهية بالمقطع (ون) كـ”يأكلون ويشربون”، أو ربط الكلمات بلون أو شكل أو مكان، وهي عملية تسمح بنقل المعلومات من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة طويلة المدى، فمناطق الذاكرة تصبح أنشط حين تتعرَّف كلمات تنتمي إلى فئة سابقة، ويمكن البدء في توجيه الطلاب للتنميط قبل البدء في القراءة نفسها؛ كرسم صورة لكلمة يسمعونها في سياق معين، لأن الرسم سيتوافق مع ميل الدماغ إلى التنميط والتسلسل.
ويمكن للمعلم استخدام أنشطة بصرية وسمعية لتأكيد الأنماط في الهجاء وجذور الكلمات ومشتقاتها وبدايتها ونهايتها، مثل تمييز الحروف المتكررة بلون واحد، أو النبر عليها، ويمكن أيضًا ربط الكلمات بحركات جسدية، أو تأليف قصة أو قصيدة من مجموعة من الكلمات أو وضعها في سلاسل نحو: أطعمة، ألوان، مشروبات، ولا يضع المعلم وحده الأنماط بل يساعد الطلاب على ابتكار الأنماط بأنفسهم التي تتفق مع ميولهم، ويمكن ربطها بذكرياتهم الشخصية؛ فحين يتلاعب الطلاب بالأنماط بالإضافة والتغيير وربط المعلومات الجديدة بالأنماط الدائمة؛ تنتقل هذه المدخلات الجديدة بسرعة وسهولة إلى الأنماط الدائمة في الذاكرة.
يُدعم التنميط بوضع أكثر من نظام لفئة التخزين؛ فمثلًا كلمة (طبلة) يمكن عرض صورة لها (مدخل بصري) ومقطع صوتي لها (مدخل سمعي) والضرب بالأكف على الدرج لتقليد صوت الدق عليها (مدخل حسي حركي)، ومراجعة الأنماط عن طريق تجارب حسية متنوعة يجعلها أكثر فاعلية، ويمكن إتقان مهارة إيجاد الأنماط بالممارسة المتكررة، وجعل الواجب المنزلي نمطيًّا بمساعدة أولياء الأمور، مثل كتابة كلمات كثيرة على بطاقات من غير تصنيف، وتكون مهمة الطالب باختيار النمط المناسب لكل كلمة، ومع التغذية الراجعة المستمرة والجو الإيجابي الممتع يتمكن الطلاب من مهارة التنميط، وبعدها ينتقل الطلاب إلى مستوى أعلى كالتمييز بين الكلمات المشتركة في الفئة والكلمات المشتركة في المعنى.
الفكرة من كتاب تعليم الدماغ القراءة
قدمت أبحاث علم الأعصاب -منذ العقد الأخير من القرن العشرين- ثروة معرفية هائلة حول استجابة الدماغ البشري لعملية القراءة وكيفية معالجتها، وطرائق التعليم التي تحفِّز نشاط الدماغ، وتزيد من فعاليته خلال رحلة تعلُّم القراءة للصغار أو لمن يتعلمون لغة أجنبية، ومكَّنتنا من الاستفادة من مسح الدماغ في التحسين النوعي والتطوير المستمر لطرائق اكتساب وإتقان مهارة القراءة، وتمنح الدكتورة ويليس في هذا الكتاب فرصة لغير المتخصصين من خبراء التعليم وأولياء الأمور للاطلاع على آخر النتائج في ذلك الصدد.
مؤلف كتاب تعليم الدماغ القراءة
جودي ويليس: طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ فيما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش عمل للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين الوطني والدولي.
من أبرز مؤلفاتها:
Brain-Friendly Strategies for the Inclusion Classroom
Research Based Strategies to Ignite Student Learninger
Inspiring Middle School Minds: Gifted, Creative and Challenging
معلومات عن المترجمة
سهام جمال: مترجمة، ترجمت عدة كتب من نشر مكتبة العبيكان، منها: “تعلم حب الرياضيات”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.