الفرق بين العقل الواعي واللاواعي
الفرق بين العقل الواعي واللاواعي
العقل الواعي يتكوَّن من جزأين، هما الاستقراء والاستنتاج؛ والتفكير الاستقرائي مرتبط بعمليات التحليل والحكم والاختيار، وعملية التفكير تعبر عن العقل الواعي، كما أنها تستخدم الوظائف الاستنتاجية التي تبعد عن التفكير.
أما العقل اللاواعي (العقل الباطن) فيتعامل فقط مع الاستنتاج ولا يرتبط بالتفكير، فهو يقبل ببساطة الأفكار أو المقدمات المنطقية، ثم يضع نتيجة، ولا يهتم إذا كانت النتيجة صائبة أو خاطئة، وتعمل وظائفه بشكل استنتاجي عبر التنويم المغناطيسي.
فالعقل الباطن يقوم بالاستنتاجات بناءً على المعطيات الموجودة بغض النظر عن ماهية تلك المعطيات، فيمثل العقل الباطن الروح التي لا تفكر، بل تأخذ المقدمات التي هي موجودة بالفعل أو الكلمات التي ننطقها، وتترجمها إلى نتائج استنتاجية بناءً على المعطيات سواء سلبية أو إيجابية، فهو ليس لديه القدرة على التحليل أو التقويم، فكل ما يستطيع فعله هو تقبُّل أوامرك وتنفيذها، وذلك يوضح لنا أن التخطيط السليم للمعطيات بداخل العقل يوفر لنا مستوًى جيدًا من الوعي لتفادي جميع السلبيات التي من الممكن أن تحدث.
كما أن العقل الباطن لا يستطيع أن يفرق بين الحدث الفعلي والحدث التخيلي، وقد أثبت علماء التشريح أن هناك اتصالًا بين أجزاء المخ، فجزء يقوم بتخزين الصور، والآخر يوجد بين النظام العصبي الحركي ويقوم بالتحكُّم في النشاط اللاإرادي مثل نبضات القلب والتنفُّس، وضغط الدم، كما توجد اتصالات بين النظام العصبي الحركي والغدد، وهذا يعني أن الصور التي تدخل في عقولنا يكون لها تأثير قوي في كل خلية في الجسد، لذلك فإن الخيال له تأثير قوي في الفرد.
الفكرة من كتاب قوة العقل الباطن
قوة عقلك الباطن تؤثر في حياتك وتفكيرك بالسلب والإيجاب معًا، فعليك توخِّي الحذر من التعامل معها، فالعقل الباطن لا يفرِّق بين ما يحدث فعلًا وما تتخيَّله بقوة، ولكن سيساعدك على ما تحلم به في التحقُّق من خلال التخيُّل، فهو مفتاح التغيير في حياتنا وشخصياتنا، وليس الإيمان وحده هو الذي يجعل الأشياء ممكنة، وبمجرد أن تبدأ في برمجة عقلك الباطن فهو سيقوم بالتحوُّل الكامل والارتباط عاطفيًّا بالإحساس بالرخاء، والشعور باليقين من النجاح.
والتأمُّل من أهم الوسائل المستخدمة في تنمية قدرات الذات العليا، ومن خلاله يتحدث إلينا صوت الحدس ليرشدنا في الحياة لأنه هو الوسيلة الأكثر عمقًا لاكتشاف العقل والتركيز على أسرار الخلق المعروفة للبشرية، ويمكنك من خلاله الوصول إلى أعلى إحساس بطبيعتك الروحانية والكونية، وذلك بتحويل وعيك إلى ذاتك العليا، فوعيك هو طريقك لاكتشاف روحك، وإيقاظ عنصر الخلود الذي يكمن بداخلك، وعندما تنسجم روحك مع ذاتك فستصل إلى أن كل شيء أصبح ممكنًا لك، ولذا فعليك أن تبذل كل جهدك حتى تصل الروح إلى ما يوقظها بذاتك العليا، وعندما تجد ما يوقظ روحك وذاتك معًا تستطيع تحقيق أهدافك في الحياة.
مؤلف كتاب قوة العقل الباطن
إبراهيم الفقي: خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وقد قام بوضع نظرية قوة الطاقة البشرية ولد في 5 أغسطس عام 1950، وتوفي عام 2012، نشأ في قرية أبو النمرس بالجيزة، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “قوة الذكاء الروحي”، و”نمِّ قدراتك الذاتية”، و”قوة التحفيز”، و”سحر الكلمة”.