العلمانية
العلمانية
العلمانية مصطلح ظهر في الآونة الأخيرة أيضًا مشتقًّا من عدة مصطلحات إنجليزية بمعنى لا ديني أو بلا عقيدة أو شخص لا يعتنق دينًا بعينه، وقد ظهر نتيجة سيطرة الكنيسة على الدولة وعلى دول أخرى بالتحالف مع مستعمرين ظالمين وظهرت الإعدامات وصكوك الغفران والسجون ومحاكم التفتيش، فظهر كثورة لدفع كل هذا نتيجة الاستبداد والظلم، لكن العلمانية تقتضي شروط ووسائل لتطبيقها وهو فصل الدين عن الدولة فكانت سرعة انتشاره في الغرب أكبر من الشرق، فقد نسوا أن الإسلام دين وشرعي أُنزل ليُطبَّق، فهو منهجية حياتية وأخروية لا يمكن فصله، وليس هناك داعٍ لفصله، فلم يسبق تعرُّض رجال الدين الإسلامي للاضطهاد والظلم كما ظهر في أوروبا مع رجال الكنيسة، لذا حرص الغرب على نشره في المجتمع الإسلامي بعدَّة طرق، وقد بدأ ذلك بالتعليم حين تمَّ الفصل بين طالب العلم والتعليم الديني والسخرية من طلبة العلم الديني وأساتذتهم، وظهر الابتعاث إلى دولة غير مسلمة للتعليم الحديث تعليمًا دون دين فيزيده جهلًا بدينه وقيمه الإسلامية، ويكتسب قيم الغرب في المأكل والمشرب والملبس مبهورًا بهم فيعمل على تقليدهم وتعليم من حوله بثقافتهم، كما قال مورو بيرجر في كتابه “العالم العربي اليوم”: “فبينما يترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى تتحوَّل هذه المنطقة فتصبح أكثر غربية ويواجه الزعماء العرب طريقين: فهم يطردون الغرب سياسيًّا ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيًّا”، ومن هؤلاء الأشخاص رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين وطه حسين، فهؤلاء شُكِّلت ثقافتهم بثقافة غربية فنشروها، وأيضًا انتشار المدارس الغربية في البلاد العربية ونشر الاختلاط في التعليم والعمل لهدم عقيدة المسلمين ونشر دعاوى التحرُّر وخلع الحجاب، فاستهدفوا المرأة من خلال الإعلام والمجلات التي تنشر الموضة ودعاوى اتباعها ومعايير الجمال والتبرُّج والهجوم على الحجاب والمحجَّبات وتمجيد الراقصات والممثلات، فأصبح كل ذلك قيمًا وأمثلة للمرأة المسلمة تتأثَّر بها، وفُتِحَت مجالات في التعليم والعمل للمرأة لا تناسب فطرتها ولا دينها.
الفكرة من كتاب الغزو الفكري وأثره على عقل وقلب المرأة المسلمة
فكر المجتمع ما هو إلا انعكاس عن الثقافة الغالبة لهذا المجتمع مُعبِّرًا عن مرجعيته التي اتخذها، لذا كان الغرب مستهدفًا كل مظهر حضاري أو ثقافي أو ديني، ثم الأفراد أنفسهم لهدم كل أساس فكري يعبر عن دينهم الإسلام في المجتمع الإسلامي، وأكثر ما ركَّز الغرب مجهوده تجاهه كانت المرأة وتحريرها حتى أصبح أشبه بالغزو الفكري والثقافي لها واحتلالها، وله تأثيرات أيضًا بمجالات أخرى، فقد ذكر اليهود في بروتوكولاتهم: “علينا أن نكسب المرأة، ففي أي يوم مدَّت إلينا يدها ربحنا القضية”.
مؤلف كتاب الغزو الفكري وأثره على عقل وقلب المرأة المسلمة
الدكتور رفعت محمد مرسي طاحون كاتب وباحث إسلامي، وله مؤلفات أخرى بارزة منها: “القوامة”، و”موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام”، و”عالم إسلامي بلا استبداد سياسي”.