بيت مسلم
بيت مسلم
تُبنى البيوت بسكَّانها وأول سكن للبيت المسلم المرأة وزوجها، لذا يجب على كل فتاة مسلمة أن تُحسن اختيار شريك حياتها من أول الإحسان والإخلاص في الدعاء بأن يرزقها الله قرَّة عين بزوج صالح، ثم أن تبني البيت بقلبها وعقلها، فتُحسِن عشرة زوجها وتتودَّد إليه بحُبٍّ وألا تثقل عليه بكثرة الشكوى، وقد جمع يوسف بن أسباط علامات حُسن الخُلق في عشر خصال، وهي: قلة الخلاف وحُسن الإنصاف، وترك طلب العثرات وتحسين ما يبدو من السيئات، والتماس المعذرة واحتمال الأذى، والرجوع بالملامة على النفس والتفرُّد بمعرفة عيوب نفسه دون غيره، وطلاقة الوجه للصغير والكبير ولطف الكلام لمن دونه ولمن فوقه.
وهي خصال رائعة لمن أرادت أن تفوز بقلوب من حولها، وأيضًا على المرأة أن تكون ذكية بما يكفي لتدير علاقتها بزوجها فتبحث عن نقاشات بينهما ثريَّة تشمل اهتماماتهما معًا، حول مجال عمله، أو هواياته وأجمل ما يجتمعان عليه هو أهداف سامية لنصرة الإسلام وبناء بيت مسلم صالح فيه ذرية صالحة، ولا تثبِّط عزيمتها وهمَّتها كزوجة طيبة بشوشة في بيتها بمقالات الإنترنت وغيرها التي تضجُّ بعلاقات غير ناجحة أو غير سويَّة، وأن تجعل من تجربتها الأفضل والأرقى، بل أن تسعى إلى ذلك مقتدية ببيوت الصحابة وعلاقتهم بأزواجهم.
ثم مع كونها زوجة ستكون أمًّا وعلاقة الأمومة علاقة فريدة من نوعها لأن كل أنثى أم وإن لم تَلد، فعاطفة الأمومة فُطِرَت المرأة عليها، فعلى المرأة أن تجعل منها أيضًا تجربة صالحة بنيَّة طيِّبة منها ودعاء صادق، وتكون غايتها العظمى تربيتهم ورعايتهم ليكونوا سببًا في دخولها الجنة وعملها الشاق في أولادها فيقرَّ الله عينها بهم في الدنيا والآخرة، لذا على كلِّ فتاة مسلمة أن تخصِّص من وقتها مجالًا للتربية والقراءة عنه، وإن استطاعت فلتعمل فيه وتحتضن أطفال عائلتها أو العمل خارج بيتها، وتضع هي لنفسها برنامجًا تربويًّا مستعينة بتربية الصحابة لأولادهم والقصص الناجحة في التربية ورعاية سلوك الأطفال، كل ذلك مخطِّطةً له ومُعِدَّة أهدافها الأساسية بكل صدق، وتضع رؤية تريدها من أطفالها وترجوها من الله أن تتحقَّق فيهم ولا تنسى أنها قدوة لهم.
الفكرة من كتاب إِليكِ أنتِ
حين اخترع البشر دواء للمرض كان بسبب اكتشافهم وجود داء فبحثوا عن الداء وأصله وكيف يمتد ولمن، حتى يكون للدواء أثر شافٍ، وكذلك عِلل المجتمع- بل الأمة الإسلامية كَكُل منذ قديم الزمان- وتحاصره عدة أمراض غربية تنخر في قواه، ومن أهداف هذه الأمراض نزع هوية الأمة وهزيمتها، وإذا أردت أن تنتزع أصل كل بيت فخُذ مكان سيدته، لذا كانت المرأة المسلمة وستظل هي المستهدفة لكل عِلل ونزاعات الغرب حولها، مما آل إلى ظهور الفساد الخُلقي وتخلف المرأة عن دورها الأصلي وضياعها، حتى أصبح الانحراف الحديث إحدى سماتها الشخصية.
مؤلف كتاب إِليكِ أنتِ
د. ليلى حمدان: كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، فلسطينية، حاصلة على درجة الماجستير في الطب، لكن هذا لم يمنعها من الانشغال بطلب العلم الشرعي والدعوة والأدب والكتابة، عملت في مجال الدعوة في الغرب وعلى الإنترنت، وهي كاتبة بموقع تبيان، وقد صدر لها عدة كُتب منها:
نجوم على الطريق.
أمريكا التي رأيت.
المختصر في الملاحم والفتن.