الشخصيات غير السوية
الشخصيات غير السوية
الشخصية السيكوباتية رغم أنها أسوأ شخصية على الإطلاق حيث تحب الشر وأذى الناس، فهناك أيضًا شخصيات أخرى سيئة بعضها يكون مضرًّا لنفسه وبعضها يضر كل من حوله، مثل الشخصية الاضطهادية، وهي الشخصية التي تشكُّ بكل من حولها وتتهم الجميع بالنية السيئة، ولا يغير صاحبها رأيه أبدًا مهما كانت الأدلة، فيبدأ في إيذاء الآخرين نفسيًّا دون مراعاة شعورهم، ودائمًا يبحث عن الدوافع الخفية وراء كل كلمة، وهذا يجعل كل المقربين منه يعيشون في جحيم.
يليها في الضرر الشخصية الهستيرية، وهي تشبه السيكوباتية من حيث الرغبة في الشر المطلق، فصاحبها شخص متقلِّب من أقصى الوعي إلى أقصى الجنون، أناني ومندفع من أقصى الحب والحماس إلى أقصى الكره والإحباط، يحب المظاهر، ولا يحتفظ بالعلاقات لفترة طويلة، فهو سريع الملل، وهناك أيضًا الشخصية النرجسية كثيرة الإعجاب بنفسها، متكبرة وتشعر أنها محور الكون وأن الكل مخلوق لأجلها فقط، عاشقة لذاتها مستحقرة للجميع.
وهناك شخصية غريبة، وهي الشخصية الحدية، وهي التي تقف على حدود المرض والصحة، سريعة الاندفاع، كثيرة الخسائر تجد صاحبها سويًّا في إحدى المرات ومضطربًا وغاضبًا ومتناقضًا في أحيان أخرى، وقد يفقد شعوره بذاته وهويته أحيانًا، وهناك الشخصية المتحاشية، وهي التي تخشى العلاقات الاجتماعية، فصاحبها لاينفر منك لأنه يكرهك، بل هو يرغب في صداقتك والانصهار معك لكنه يخاف من ذلك ويتألم من وحدته، ومن حساسيته الشديدة وخوفه من رفض الناس له.
وبهذا نفهم أن كل الأمراض النفسية هي كل ما يخالف الفطرة السوية، وأن المريض النفسي شخص بحاجة إلى المساعدة، وأن الحياة ليست بالسوء الذي نعتقده، وأن بعض الشر لا يكون مقصودًا بذاته، وقد لا يتحكَّم الإنسان بأفعاله ورغباته في بعض الأحيان رغمًا عنه.
الفكرة من كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الكثيرون حولنا يعانون مشاكل نفسية عميقة، وفي بعض الأحيان قد تصل بهم هذه المشاكل إلى إيذاء الآخرين، أو حتى إيذاء أنفسهم، وقد ينحدر الأمر ويصل إلى الانتحار، ورغم أن هذا المرض النفسي يكون جحيمًا على صاحبه، فإن هناك عذابًا أكبر عليه وهو عدم التقدير من المحيطين به، فمعظم الناس يتعاملون مع الأمراض المرئية فقط، أما المرض النفسي فهو شيء غير مفهوم للكثيرين ولا يمكنهم استيعابه مثل الكسور أو الجروح، ولا نريد بهذا الكلام اتهامًا أو ظلمًا للناس، فأغلب الناس يجدون صعوبة في فهم المعلومات الطبية الصحيحة المتعلقة بالنفس البشرية بطريقة سهلة وبسيطة.
وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب أن يبسِّط لنا المواضيع العلمية ويتحدث عنها من وجهة نظر فلسفية؛ بحيث تصل إلى جميع المستويات الثقافية وليس التخصصية فقط.
مؤلف كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.