الولد من الأب الصالح
الولد الصالح من الأب الصالح
إن من نجح في إقامة بيت مُسلم يرضى عنه الله (عز وجل)، فقد نجح في تحقيق الغاية الحقيقية، فمثل هذا البيت قد يؤدي دور المسجد والمدرسة، فالنكاح رابطة معنويَّة لا بدَّ أن يُصاحبها الاستعانة بالله (عز وجل)، والدعاء وسؤال الله التوفيق، وابتغاء وجه الله في أعمالنا، وأولى الخطوات يسعى فيها الإنسان إلى طلب النكاح بعد استعانته بالله، هو اختيار شريك الحياة، يختاره بحيث يشترك معه في مشاعره وأفكاره، فالكثير يُقيِّم هذا الأمر بعواطفه، فالواجب على الرجل والمرأة حين الإقدام على الزواج أن يُمعنا التفكير في الأمر، ويستشيرا ذوي الخبرة، ويحدِّدا جيِّدًا أسباب الأفضلية.
وأول المعايير التي على أساسها يختار المرء شريك حياته هو التديُّن؛ فالزواج دعامة أساسية ومهمَّة لسعادة الدنيا والآخرة، فمن أخطأ في اختياره فقد ظلم دنياه وآخرته، كما يجب على الزوجين أن يتفقا في بداية عهدهما على ما يطمحان إليه، لتنشئة الولد الصالح، فالأم زوَّدها الله (عز وجل) بالرحمة والشفقة والرقَّة، وجعل تربية الأطفال جزءًا من طبيعتها، وأعظم مهامها تربيتها لأولادها، أما الرجل بما أوتي من بنية مختلفة وقوَّة تحمًّل فمهيَّأ للقيام بأعمال تختلف طبيعتها عن أعمال المرأة، فهو يحمل مسؤوليات خاصَّة، يتحمَّل الأعباء الشاقَّة، فهو مناط التحمُّل، والمرأة مناط الشفقة، فالأمهات مظهر من مظاهر رحمة الله.
فالحاصل أن على الوالدين أن يبذلا وسعيهما من أجل تنشئة جيل حسَّاس واعٍ، وألا يكون الطفل فارغًا قلبيًّا وعقليًّا ومنطقيًّا، فلو أن الأبوين متدينان متصلان بالقرآن ويعرفان قواعد الإسلام فسيُنشِئان بإذن الله أطفالًا واعين، قادةً لهذه الأمَّة.
الفكرة من كتاب من البذرة إلى الثمرة
“نحن ثمرةُ أعمالِ السابقين، والأجيالُ القادمة ستكون ثمرةَ أعمالنا، فبدلًا من أن نشكوَ الزمانَ والعصرَ الذي نعيش فيه، علينا أن ننظر إلى ما أُهْمِلنا فيه من عناصر تربويَّة فنستدركَها في أولادنا حتى نُحقِّقَ عملية انبعاثٍ قلبيةٍ وروحيةٍ وشعوريةٍ لنا ولتاريخنا وللأجيال القادمة من بعدنا”؛ بهذا المبدأ انطلق محمد فتح الله كولن في كتابه هذا ليتناول بعض المسائل المُتعلِّقة بالزواج والأسرة والتربية، فكلٌّ من الزوجين يعتمد على الآخر على نحو كبير، فأولى المسؤوليات الملقاة على عاتق ربِّ الأسرة هي اختيار رفيقة حياته، لذا كان مفهوم الزواج عنصرًا مهمًّا لا بدَّ من بناء تصوُّر صحيح عنه، ثم يجب أن يكون الأبوان على علم ومعرفة بالتربية، حتى يتمكَّنا من إنشاء جيل صاحب عقيدة قوية سويِّ النفس، وعلى قدر من الوعي والبصيرة.
مؤلف كتاب من البذرة إلى الثمرة
مُحمد فتح الله كولن: مُفكِّر إسلامي وداعية تركي، وُلِد عام 1941م في قرية كوروجك بتركيا، ونشأ في عائلة متديِّنة، فدرس في المدرسة الدينية في طفولته وصباه، وعندما بلغ العشرين من عمره عُيِّن إمامًا في جامع بمدينة أدرنة، ثم بدأ العمل الدعوي في أزمير في مدرسة تحفيظ القرآن، ثم عمل واعظًا متجوِّلًا، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول.
أُطلِقَ عليه “أب الإسلام الاجتماعي”، فهو مؤسس وزعيم “حركة كولن”، وهي حركة دينية تمتلك مئات المدارس في تركيا، كما تملك الحركة صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركاتٍ خاصة وأعمالًا تجارية ومؤسسات خيرية.
له العديد من الكتب منها:
إعلاء كلمة الله.
ونحن نبني حضارتنا.
الرد على شبهات العصر.
الاستقامة في العمل والدعوة.