حرب ضد الإرهاب
حرب ضد الإرهاب
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قرَّرت أمريكا إعلان حرب عالمية ضد “الإرهاب”، وفي يوم 16 سبتمبر، أي قبل بدء التحقيقات في الأحداث، كانت تصريحات بوش الابن بأن تلك الحرب هي “حملة صليبية”، لم تكن تلك زلة لسان، فقد أكد مدير إذاعة الفاتيكان تلك التصريحات حين قال: “نرى في الجانب الآخر قوة عظمى -أمريكا- تقودها إدارة خوَّلت لنفسها مهمة إنقاذية مقدسة واتخذت لهجة ومواقف صليبية”، وأكَّد ذلك الأنبا يوحنا في مصر عندما قال: “إن بوش يستخدم المسيح درعًا، والصليبية ثوبًا، للدفاع عن مصالح أمريكا المادية”، فهي إذًا حرب مسيحية ضد الإرهاب الإسلامي كما يزعمون، ولكن هل كانت حقًّا ضد الإرهاب؟
نجد من شهاداتهم هم أنفسهم ما يفضح تلك الادعاءات، فيقول المفكِّر الأمريكي فرانسيس فوكوياما: “إن الصراع الحالي ليس ضد الإرهاب، ولكنه صراع ضد العقيدة الإسلامية الأصولية التي تقف ضد الحداثة الغربية، وضد الدولة العلمانية، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية، والعلمانية الغربية، والمبدأ المسيحي (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله)”، وتقول مارجريت تاتشر رئيسة وزراء إنجلترا السابقة: “إن تحدي الإرهاب الإسلامي الفريد لا يقف عند أسامة بن لادن، وإنما يشمل حتى الذين أدانوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أمريكا، والذين انتقدوا أسامة بن لادن وطالبان لكنهم يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع مصالح الغرب”!
فربما على هؤلاء أن يتوقفوا عن المخادعة والمراوغة ورمي الإسلام بغير ما فيه، لتمرير ممارساتهم وأهدافهم المستترة التي لا تلبث زلات لسانهم أن تفضحها.
الفكرة من كتاب السماحة الإسلامية
تعني السماحة اللين والتساهل والعطاء غير المحدود دون انتظار لأي مقابل، وهي في النهج الإسلامي دين ووحي من الله، يرسمه لنا نموذجًا وتطبيقًا نبيه الكريم (ﷺ)، فالسماحة من ثمار هذا الدين العظيم وهي باقية ببقائه حتى تقوم الساعة.
يقف المؤلف في هذا الكتاب على حقيقة السماحة، ومصطلحات الجهاد والقتال والإرهاب ليفصِّل موقف الإسلام منها، ويفنِّد الادعاءات التي يُرمى بها الإسلام بغير ما فيه.
مؤلف كتاب السماحة الإسلامية
محمد عمارة (1931 – 2020): كاتب ومفكر إسلامي مصري، كان عضوًا بهيئة كبار علماء الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وعضوًا بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012 في مصر، ينتمي إلى المدرسة الوسطية التي يدعوها “الوسطية الجامعة”، ترك إرثًا كبيرًا من الكتب يزيد على مائة وأربعين كتابًا، منها:
الإسلام والثورة.
أزمة العقل العربي.
الحضارات العالمية: تدافع أم صراع.
الجامعة الإسلامية والفكرة القومية.