كيف نربي أولادنا؟
كيف نربي أولادنا؟
ينبغي لنا في تربية أولادنا إشراكهم في الألعاب والأنشطة الاجتماعية لتنمية الجانب السلوكي والنفسي فيهم حتى لو أجبرناهم على ذلك، فقد قرر الكاتب وزوجته أن يتركا لأطفالهما حرية الذهاب أو عدم الذهاب إلى الدروس الدينية، وكانا ممن اختاروا عدم إرسال الأبناء إلى دروس الكنيسة إلا بعد وصولهم إلى السن التي تمكنهم من قياس فاعلية الصواب والخطأ.
فهل يكتسب الأطفال هذه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ؟ وهل يؤمنون بتلك المثل العليا التي آمنا بها دون عقيدة دينية؟ الواقع أن كل الإجابات كانت خاطئة من جميع النواحي، وقد أثبت علم النفس الحديث خطأ معظم النظريات التي يعتنقها من يُسمون بالمستنيرين مثل أن العقوبة الدينية تضر بنفسية الطفل وأنه من الأفضل إقناع الطفل بعمل شيء بدلًا من إرغامه، وغيرها من النظريات التي لا برهان عليها، بل أثبت المشتغلون بعلم نفس الأطفال أن العقوبة البدنية من أنجع الوسائل تأثيرًا في كثير من الأحيان.
وقد أُجريت على آلاف الأطفال اختبارات لقياس: الانبساطية، والقدرة الاجتماعية، والتحكم في الذات، والمعاملة السليمة للجنس الآخر، وكان من نتيجة هذه الاختبارات وضع مجموعة من العادات ينبغي أن تلازم الطفل، ومنها: التردُّد على الدروس الدينية ودور العبادة، والمشاركة في جمعية ما أو نشاط مدرسي، وممارسة بعض الأنشطة التي لا يحبونها، والسعي المبكر إلى الكسب في الإجازات.
إن الإيمان بوجود الله يهيئ للوالدين ملجأً موثوقًا لتربية أبنائهما، أمَّا الآباء الذين تحرَّروا من العقيدة الدينية فتراهم حيارى يعيشون في تساؤل وقلق مستمر، فكيف لهم أن يربوا أولادهم؟! وكيف يشرحون لهم ماهية الخطأ والصواب والشر والخير؟! فالطفل الذي اعتنق منذ طفولته عقيدة وجود الله بصفته المشرع الأعلى للخير والشر يكتسب حافزًا نحو والديه، قد لا يطيع أمه مرة ولكن يعلم أنه أخطأ التصرف.
الفكرة من كتاب العودة إلى الإيمان
كان لتجارب هنري لنك في ميدان علم النفس أثر كبير في عودة الناس إلى حظيرة الإيمان، وكانت طقوس الدين وتعاليمه من الوسائل الناجعة والرئيسة في علاج مرضاه حتى مِن قبل أن يتحول عن الإلحاد إلى الإيمان مرة أخرى، وفي هذا الكتاب توضيح للأثر المادي للدين في الحياة وعلاقة الإيمان بتكوين الشخصية السوية والوصول إلى السعادة المنشودة.
مؤلف كتاب العودة إلى الإيمان
الدكتور هنري لنك (Henry C. Link): طبيب نفسي وأحد فرسان علم النفس التجريبي، وُلد عام ١٨٨٩، وحصل على الدكتوراه من جامعة بيل بأمريكا عام ١٩٢٦، وابتكر العديد من الاختبارات النفسية كالذكاء وبناء الشخصية، كما تولى إدارة مركز الخدمات النفسية لاختبارات استعداد الأشخاص، وتوفي عام ١٩٥٢.
ومن أهم مؤلفاته: “العودة إلى الإيمان”، و”كيف تنمي شخصيتك”.