وضع الطاقة على الصعيد العالمي
وضع الطاقة على الصعيد العالمي
على مر التاريخ كان من يملِك الطاقة ويستطيع استخدامها بشكل فعّال تكون حضارته هي الأقوى، فالحضارة التي استطاعت اكتشاف قُدرة الرياح على تحريك السُّفن الشراعية، كان باستطاعة أصحابها الانتقال بين مناطق العالم للتجارة ولاكتشاف مناطق جديدة والسيطرة عليها.
امتلكت بريطانيا سابقًا أكبر مخزون احتياطي من الفحم الحجري، لذا استطاعت قيادة العالم في عصر الثورة الصناعية، ثم امتلكت الولايات المتحدة باكتشافها للنفط واستخدامه دفة القيادة في العصر الحالي، هكذا مثلت الطاقة أحد أهم العوامل المؤثرة في مستقبل الحضارات والأمم.
وقبل معرفة مصادر الطاقة البديلة لا بد في البداية من معرفة المصادر الحالية الشائعة الاستخدام، التي تُزود الأفراد بالجزء الأكبر من احتياجاتهم، وأبرز هذه المصادر ما يعرف بـ”المصادر الأحفورية” التي يمثلها الفحم والبترول والغاز، وتتكون هذه المصادر بشكل رئيس نتيجة تحلل الكائنات الحية في بيئة منعدمة الهواء، وقد مثّل الفحم المصدر الرئيس للوقود في عصر الثورة الصناعية، لكن استخدامه بدأ في التضاؤل عقب اكتشاف النفط نتيجة للمميزات الكثيرة للنفط، إذ إنه يتميز بسهولة النقل والتخزين وتعدد الاستعمالات.
ويمتلك الاتحاد السوفيتي معظم احتياطي الفحم الموجود في أنحاء العالم، بينما تمتلك منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد دول الخليج والعراق أكثر من نصف مخزون العالم من النفط، ويمثل الغاز الطبيعي أقل المصادر الأحفورية استعمالًا ويمتلك الاتحاد السوفيتي الجزء الأكبر من مخزونه الاحتياطي.
وبينما يُلبَّى الجزء الأكبر من الاحتياجات البشرية عن طريق استخدام المصادر الأحفورية، تُستخدَم بعض المصادر الأخرى مثل الطاقة المائية عن طريق إقامة محطات لتوليد الكهرباء على مسالك الأنهار، كما تَستخدِم بعض الدول الطاقةَ النوويةَ مصدرًا للطاقة عن طريق عملية الانشطار النووي التي تتولد من خلالها طاقة حرارية هائلة.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الطاقة البديلة
نالت قضية الطاقة اهتمام الجميع في العصور الحديثة نتيجة الصلة الوثيقة بين نمط الحياة اليومية للمجتمعات واستخدام مصادر الطاقة، ومع بداية نفاد المخزون الاحتياطي لمصادر الطاقة، بسبب زيادة الاستهلاك، ولكون معظم مصادر الطاقة التي يُعتمد عليها في تلبية الاحتياجات اليومية تمثل مصادر غير متجددة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالآثار المدمرة للبيئة التي تنشأ من تزايد الاستخدام لهذه المصادر، بدأت المجتمعات تتجه إلى البحث عن مصادر بديلة تفي بالاحتياجات اليومية للمجتمعات البشرية دون أن تؤثر في نظام الرفاهية الذي تعيش فيه هذه المجتمعات.
يحتوي هذا الكتاب على تعريف المصادر البديلة للطاقة وأبرز استخداماتها، كما يتعرض لبعض القضايا التي تتعلق بالطاقة مثل وضع الطاقة على الصعيد العالمي وكيفية الحفاظ على الطاقة.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الطاقة البديلة
سعود يوسف عياش: ولد في فلسطين عام 1947م، تخرج في كلية الهندسة الميكانيكية ببغداد ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إدنبرة باسكتلندا، يعمل باحثًا في قسم الطاقة بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، ونشر عديدًا من البحوث العلمية في ميكانيكا السوائل والطاقة الشمسية.