نوع جديد من الأفلام
نوع جديد من الأفلام
كان والت شديد الإعجاب بالفنانين والرسامين، وأدرك أنه لا بد من تدريب جيل جديد من أجل أن يستمر الإبداع ويتحسَّن المحتوى، فقام بإنشاء مراكز تدريب، كما أقام شراكة مع المعاهد لتدريس الفن للمتدرِّبين وكان يشرف عليهم باستمرار، وفي عام 1937 عُرِضَ فيلم “سنو وايت والأقزام السبعة” كأول فيلم رسوم متحركة كامل بعدما استغرق ثلاث سنوات من العمل، وكان هذا الفيلم يشكِّل صعوبة كبيرة بسبب المدة الزمنية الطويلة والحَبْكَة، وكذلك الشخصيات الكثيرة التي كان لا بد أن يتم تصميمها بشكل فريد، ولكن الاستقبال الحافل للفيلم أعاد الثقة إلى العاملين بالشركة، راسمًا بشكل واضح الاتجاه العام في السنوات المقبلة كالتالي: ستستمر ديزني في صناعة الأفلام القصيرة لكي تتيح الدعم المالي لتدريب المواهب وتجربة الأفكار الجديدة، وبعد “سنو وايت” وضعت ديزني “بينوكيو” و”دامبو” و”بامبي” في العمل إلا أن النجاح الكبير لـ”سنو وايت” لم يحالف الأفلام الثلاثة، وفي محاولة لإحياء Mickey Mouse الذي بدأ يفقد شعبيته الكبيرة وحل محلَه شخصيات ثانوية مثل “دونالد داك”؛ تم إنتاج “فانتازيا” الذي كان يعد عملًا كلاسيكيًّا بشكل كبير ولكنه لم يرقَ إلى ذوق الجمهور كذلك، ومجددًا وقعت ديزني في أزمة اقتصادية وتراكمت عليها الديون.
كان روي الأخ الأكبر مسؤولًا عن الإدارة المالية لشركة ديزني، بينما تولى والت الإشراف على الجانب الفني، لم يكن الأخوان يتفقان دائمًا على المشاريع المقترحة والرؤية المقترحة للشركة كونهما ينظران من جهات مختلفة، فمثلًا لم يكن والت يهتم بالمشاكل المالية التي يتعرَّضون لها، وكان يرى دائمًا أن الخروج من الأزمات الاقتصادية يكون بإنتاج محتوى يمكنه أن يبني العلامة التجارية للشركة ويوفر لهم فرصًا أفضل في المستقبل؛ فبالنظر إلى أي مُنْتَج لا يهم كم هو مكلف، بل فقط كم هو جيد، أما روي فكان على حَذَر من البدء في مشاريع عملاقة أو اتخاذ خطوات غير مدروسة تستنزف موارد الشركة المالية وتعرِّضهم للإفلاس، ذلك لأن روي كان يتعامل مع البنوك بشكل مباشر ويتعرض لضغط كبير لتفسير الحالة المالية.
الفكرة من كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
والت ديزني هو الأب الروحي لصناعة الأفلام والصور المتحركة التي دائمًا ما ارتبطت في ذاكرة الناس بالسعادة والترفيه، فالعلامة التجارية التي قام ببنائها في القرن العشرين -والتي تحمل اسمه- قدَّمت لنا حكايات مسلِّية ومتجدِّدة راقت كل الأعمار والأجيال وصنعت عالمًا خياليًّا يمكن للجميع أن يستمتع به، لأن ديزني كان يهتمُّ بفن الحكاية بشكل كبير ويعتبره الطريقة الوحيدة لمخاطبة الجمهور، وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب بوب توماس أن يروي حكاية والت ديزني المميَّزة ويتعرَّف على الأسباب والدوافع خلف هذه الشخصية المبدعة التي غيَّرت العالم وتركت تأثيرًا ضخمًا في عالم الترفيه لا يزال موجودًا حتى وقتنا الحالي.
مؤلف كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
بوب توماس: هو كاتب سِيَر ذاتية ومراسل صحفي عمل في وكالة “أسوشيتد برس” منذ عام 1944 وحتى وفاته في 2014، وخلال حياته قام توماس بتدوين العديد من القصص والمقالات الصحفية عن مجال صناعة الأفلام في هوليوود وأَلَّفَ أكثر من 30 كتابًا منها سير ذاتية عن شخصيات بارزة في عالم الترفيه مثل المخرج هاورد هيوز، والثنائي آبوت وكاستيلو، وبالطبع والت ديزني، ويمتلك توماس سجلًّا في موسوعة جينيس كأطول مسيرة مهنية في مجال الصحافة، كما فاز بجائزة تقديرية عن إنجازاته من منظمة Guild للفنانين، ومن كتابات توماس الأخرى حول ديزني:
Art of animation – 1999
Building a company – 1998
Disney’s art of animation – 1991
ملحوظة: الكتاب لم يترجم إلى العربية بعد.