نشأة المقريزي وتعليمه ووظائفه
نشأة المقريزي وتعليمه ووظائفه
ولد تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي في القاهرة عام 766هـ/1366م، مات أبوه وهو صغير، فنشأ في رعاية جده العالم الجليل ابن الصايغ الذي أشرف على تنشئته وتعليمه. فتعلم على يد كبار الشيوخ والعلماء في عصره القرآن الكريم، والنحو والفقه والتفسير والحديث وغيرها من العلوم، وانشغل بالعلم حتى أصبح عالمًا في عصره، وجعل بيته مدرسةً لتلاميذه، وذلك حتى وفاته عام 845هـ/1441م.
شغل المقريزي العديد من الوظائف في مصر ودمشق، فعمل في الحسبة والخطابة والإمامة عدة مرات، وألف العديد من الكتب، وقد نال منزلة وقدرًا عاليين عند السلطان الظاهر برقوق وولده الناصر، وعُرض على المقريزي قضاء دمشق لكنه رفض وعاد إلى مصر.
يعتبر المقريزي من أهم مؤرخي عصره، فقد تطرق لأماكن وتفاصيل اقتصادية واجتماعية في التاريخ لم يتطرق لها أحد قبله، وبخاصة في تاريخ مصر، فذكر أحوال النيل والحياة اليومية، وعيوب الحكام وغيرها، وعُنيت كتب المقريزي بالتاريخ العام، والأوضاع المعاصرة والعلوم البحتة، وقد امتاز أسلوبه في كل كتبه الكبير والصغير منها بالموضوعية والدقة والتحقيق والتعليل والأمانة في النقل والسرد، فقد كان معتدلًا شجاعًا لا ينافق الخاصة لاكتساب الغنائم رغم انتشار الفساد في عصره، ولا يميل للنزوات والرغائب، محترمًا جميع طوائف الشعب الغني والفقير منها.
في كتابه “إغاثة الأمة بكشف الغمة” تناول المقريزي تاريخ المجاعات في مصر، وأسبابها ونتائجها على البلاد والعباد، واقترح حلولًا اقتصادية لكل منها، وذكر أزمات مرت بمصر منذ أقدم العصور وحتى عام 808هـ/1405م، حين ألف هذا الكتاب، وقد اعتمد في وصف هذه الأحداث على مصادر ومراجع من سبقوه، بالإضافة إلى مراجع نابعة عن المشاهدة المعاصرة للحدث.
الفكرة من كتاب إغاثة الأمة بكشف الغمة
يرصد المقريزي نحو عشرين أزمة اقتصادية مرت بمصر تفاوتت في شدتها، فهلك فيها البلاد والعباد، ولاقت فيها فئات الشعب المصري ضروبًا من المحن والمآسي، وقد ظن أهلها أنها أزمات لن يكون لها مثيل على مر الزمان، وأنها فترات لن تمضي، ولكن ها هو يؤكد أن الأزمات تتكرر، فمنذ بداية الخليقة مرورًا بطوفان نوح عليه السلام، إلى أول أزمة اقتصادية في مصر في عهد “عبد الله بن عبد الملك بن مروان”، وصولًا إلى زمن تأليف هذا الكتاب في عهد “السلطان برقوق”، فقد اتفقت أسباب الأزمات وتصرف الشعوب حيالها ووقعت نتائج مشابهة في سائر الأقطار والبلدان.
مؤلف كتاب إغاثة الأمة بكشف الغمة
تقي الدين المقريزي، سمي بشيخ المؤرخين العرب لعظيم أثره في علم التاريخ، فقد كتب العديد من المؤلفات التي امتازت بالأسلوب العلمي والمنطقي.
تنحدر أسرة المقريزي من مدينة بعلبك بلبنان، ولكن والده انتقل إلى مصر طلبًا للعيش، فولد المقريزي في القاهرة وتوفي فيها، ونشأ نشأة علمية دينية جعلته من أبرز العلماء المسلمين في القرن التاسع الهجري – الرابع عشر الميلادي.
أهم مؤلفاته:
السلوك لمعرفة دول الملوك.
تاريخ الأقباط.
البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.