نساء مصريات في الإذاعة
نساء مصريات في الإذاعة
كانت صفية المهندس الطالبة بكلية الآداب لغة إنجليزية تلعب دور البطولة في مسرحية شكسبير على مسرح الجامعة أثناء حضور عدد من العاملين بالإذاعة، وقد لا حظها أحدهم حينها ففكّر في دخولها لعالم الإذاعة المصرية، وعندها توجهت صفية لمقابلة أحد الإذاعيين الكبار تبيَّن ضعف لغتها العربية، ولكن بمعاونة والدها عميد دار العلوم، وبعد سنوات، كان صوت صفية علامة مميزة لأهم برامج الشعر العربي في الإذاعة المصرية.
من هنا كانت انطلاقة صفية المهندس، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها إلا أنه بعد سنين من العمل الشاق صارت مقدِّمة لعدة برامج مثل: “المرأة العاملة”، و”الخير والبركة”، و”إلى ربات البيوت”، وقد استعانت في الأخير بمعلمة التدبير المنزلي في مدرستها “أبلة نظيرة”.
أبلة نظيرة، معلمة المادة التي أسمتها في البداية “الثقافة النسوية”، ثم أصبحت تعرف فيما بعد بمادة التدبير المنزلي، هي نظيرة نيقولا؛ امرأة قبطية سمراء درست فنون الطهو وشغل الإبرة لمدة ثلاث سنوات في لندن ضمن بعثة لمعهد معلمات الفنون، فأصبحت معلمة في المدرسة السنية الثانوية، وهي أيضًا مؤلفة كتاب “أصول الطهي” مشاركةً مع زميلتها بهية عثمان في ثمانمئة صفحة ضمن مسابقة لتأليف كتاب طهي تعتمده وزارة المعارف كمنهج دراسي للفتيات.
وضع هذا الكتاب لمسته على “نفَس” الطبخ وأرشف الأكلات المصرية عبر التاريخ بطريقة بسيطة، كما اهتم بما وراء الطبخ من مكان المطبخ في المنزل إلى أدوات الطهو وشكل المائدة، ولكن ما سبَّب شهرتها الواسعة كان برنامجها الإذاعي مع صفية المهندس حيث تساعد ربات البيوت على اختيار طعام الغداء لليوم.
إضافةً إلى برنامجها عملت أبلة نظيرة بدأب، فكتبت في مجلة حواء أشهر المجلات النسائية وقتها، وألفت عددًا من الكتب التي تحمل اسمها منفردًا حتى وفاتها عام 1992م عن تسعين عامًا، أما تلميذتها صفية المهندس فقد حصلت على وسام العلوم والفنون عام 1976 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1982 وجائزة الدولة التقديرية عام 1997 ثم رحلت في عام 2007م.
الفكرة من كتاب صنايعية مصر
يتم إطلاق أسماء الأشخاص على الشوارع والطرق تكريمًا لهم وتخليدًا لذكراهم لما قدَّموه لخدمة الوطن مثل شارع محمد مظهر في الزمالك على سبيل المثال، ومع ذلك لا يعرف معظم الناس شيئًا عمَّن تحمل هذه الشوارع أسماءهم، ومن هنا يأتي هذا الكتاب الذي بدأ العمل عليه ونشرت حلقات منه بصورة غير منتظمة في 2013م في موقع “التحرير”، ثم نشرت بشكل منتظم في 2015م في جريدة التحرير.
في الكتاب يعرفنا عمر طاهر على أكثر من ثلاثين شخصية أثَّرت في التاريخ المصري والثقافة المصرية، فرسموا ملامح البلد وشكَّلوا جزءًا من تاريخ سكانه ولم يحصلوا على نصيبهم من الضوء والاعتراف بالفضل، نستعرض بعضًا منها في السطور التالية.
مؤلف كتاب صنايعية مصر
عمر طاهر: كاتب مصري ولد في صعيد مصر في منتصف السبعينيات، كتب في معظم الصحف والمجلات المصرية، وصدرت له عبر السنين العديد من الأعمال المتنوِّعة، قدَّم عمر طاهر كذلك البرامج الإذاعية مثل برنامج “الطريق إلى عابدين”، كما قدم برامج تلفزيونية مثل “مصري أصلي”.
من مؤلفاته: كتاب “أثر النبي”، وكتاب “حواديت برما”، كما أصدر عددًا من دواوين الشعر مثل ديوان “قهوة وشيكولاتة”، وديوان “مشوار لحد الحيطة”.