نحو دماغ أكثر مرونة
نحو دماغ أكثر مرونة
كثيرًا ما نتجاهل الشعور بالوحدة، اعتقادًا ألا أهمية له، ولكن الدراسات الحديثة ربطت بينه وبين العديد من الأمراض كالألزهايمر، إذ يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، مما يزيد من معدل الالتهابات وأمراض الأوعية الدموية، ويمكن تدريب الدماغ على مقاومة آثار الكورتيزول والوحدة من خلال عدة استراتيجيات منها: عند المرور بشعور سيئ، تخيل شخصًا تحبه أو حتى حيوانك الأليف، ثم وجه شعور الحب الذي اختبرته إلى نفسك، وأخيرًا وجه الشعور نفسه إلى الأشخاص من حولك الذين سببوا لك الشعور السيئ، إذ أثبتت الدراسات أن لهذا التمرين أثرًا فعالًا في حماية الدماغ، كما يمكن لمنح المجاملات للآخرين أو مساعدة شخص محتاج أن ترفع من معدلات الوقاية من آثار المشاعر الحادة.
ولكن ما المشترك بين السمنة والسكري والألزهايمر؟ يلعب الطعام دورًا أساسيًّا في نشأة هذه الأمراض، لذا فكما يمكنك اتباع حمية غذائية للمحافظة على جسم أكثر شبابًا، يمكن فعل المثل للحفاظ على الدماغ، من خلال ضم عناصر غذائية لنظامك اليومي مثل: أوميغا-3 | omega-3 المتوافر في أطعمة كالسلمون والتونة، كما يلعب دورًا مهمًّا في سرعة انتقال الإشارات خلال الدماغ، وإحدى العناصر المهمة كذلك لصحة الجهاز الهضمي هي الألياف، إذ تحافظ على البكتيريا النافعة التي ذكرناها سابقًا، وتتوافر بكثرة في الخضراوات والفاكهة، ومن المهم كذلك تجنب الأطعمة السريعة أو ذات معدل السكر المرتفع.
وتُعد النصيحة الأهم للحفاظ على عقل نشط هي استخدامه، من خلال: تَعلم المهارات الجديدة والقراءة، إذ ربطت الأبحاث بين انخفاض معدلات الإصابة بالخرف وبين عدد السنين المبذولة في الدراسة، وللتركيز كذلك أهمية وقائية كبرى للدماغ، ومن الممكن زيادة فاعليته من خلال إبعاد مصادر الإلهاء والتشتيت عن مرمى البصر كالأجهزة الإلكترونية، وجدولة عشرين دقيقة للتركيز الكامل على أداء مهمة واحدة، ثم خمس دقائق للراحة وإعادة الكرة مرة أخرى مع زيادة وقت التركيز.
الفكرة من كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
في عالم مليء بالمشتتات بأنواعها كافة، ومع نمط حياة متسارع، أصبح على أدمغتنا التكيف مع الكثير من الأمور، وحتى المهمات اليومية والأولويات تغيرت على مدى القرون الماضية، فبعدما كانت تتمحور حول النجاة لدى أسلافنا القدامى، أصبحت أولوياتنا أكثر تعقيدًا، وتحولت المخاطر من الموت بالجوع أو البرودة الشديدة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بالأطعمة السريعة، أو مخاطر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في جودة الحياة النفسية.
فكيف تأقلمت أدمغتنا مع كل هذه التغيرات؟ وهل مع تحسن جودة الحياة الصحية ستتمكن أدمغتنا من البقاء في مرحلة الشباب لوقت أطول أم هل من المحتم أن نخسر ذكرياتنا وقدراتنا مع التقدم في العمر؟ وما العلاقة بين الدماغ وصحة باقي أجزاء الجسم؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المشوقة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
مارك مليستين: خبير في صحة الدماغ، ومتحدث معترف به دوليًّا، حاصل على الدكتوراه في مجالي الكيمياء الحيوية والجزيئية، وأجرى عديدًا من الأبحاث في عدة اختصاصات مثل: علم الأعصاب، والجينات، والأمراض المعدية.
ملحوظة:
لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.