مَن هيلين كيلر؟
مَن هيلين كيلر؟
في البداية كانت هيلين طفلة صغيرة مرحة تنمو مثل أية طفلة أخرى، ثم أصيبت بمرض “السحايا” أو “الحمى القُرمُزية”، وكان متوقعًا لها أن تموت ولكنها نجت من الموت، وذهبت الحمى بسمعها وبصرها، هذا الصمت والظلام اللذان عاشت فيهما هيلين كانا سببًا في شعورها بالتذمر والسأم في بعض الأوقات، وكانت صادقة في اعترافها بالشعور بالسخط من حالتها وعجزها، ولكنها رفضت أن تستلم لتلك المشاعر ولم تظل حبيسة ظلامها، فكانت هيلين تعلم أنها لن تنال كثيرًا بالبقاء تحت رحمة رثاء النفس والشفقة المفرطة، وبدأت بالنظر إلى إعاقتها بصفتها جزءًا من خطة الإله لها، وهي الخطة التي قبلتها بإيمان راسخ ثم رضيت بها، بل ورأتها أفضل طريقة إلى منح الآخرين في العالم الأمل والمساعدة.
في العاشرة من عمرها أخذتها معلمتها ورفيقة حياتها، الآنسة “آن سُوليفان” إلى معلمة لفَنِّ التخاطب حتى تتمكن من الحديث، ثم أخذت دروسًا في كيفية قراءة الشفاه، وظلت تتعلم وتحاول القراءة حتى تمكنت من كتابة قصة قصيرة متماسكة في سن الحادية عشرة، وبعد سنوات من الصبر والاجتهاد أصبحت تتحدث أمام الجمهور العام بطلاقة وتلقي المحاضرات في مواضيع وقضايا عامة، وبجانب معلمتها “آن سوليفان” كانت والدة هيلين من أكبر ملهميها ومساعديها في محنتها، فاضطلعت أمها بدور كبير في تثقيفها وتعليمها، فقد كانت والدة هيلين قارئة نَهِمَة تطالع الكتب في مختلف المجالات، وكانت حريصة على إعطاء ابنتها هيلين صورة للمشهد السياسي والاجتماعي من حولها بشكل حيادي، حتى تترك لها حرية النقد والتعلم والخروج بوجهة نظر خاصة بها.
وكانت حصيلة تلك الرحلة التعليمية والمعرفية ابتداءً من عزيمة واجتهاد هيلين، مع إيمان أهلها بأهمية تعليمها مع صبر معلمتها وأصدقائها، أن أصبحت هيلين كيلر متعلمة وحاصلة على البكالوريوس، وناشطة اجتماعية عملت على مشاريع بحثية عديدة لخدمة المكفوفين وذوي الإعاقات، وكانت عضوًا بارزًا باتحاد الحريات المدنية الأمريكي، ونشرت كتبًا ودراسات تُرجِمتْ إلى عدد كبير من اللغات.
الفكرة من كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
قد نفكر ونتساءل عما مكّن هيلين كيلر من تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وكيف أصبحت امرأة لها ذلك التأثير العالمي طوال تلك السنوات، ومن أين جاءت بهذه القوة التي منحتها صبرًا وسلامًا داخليًّا وتفاؤلًا جعلها ملهمة للملايين حول العالم، ولمعرفة الإجابات عن هذه الاسئلة يجب أن نعرف رحلة هيلين ومصادر إلهامها، التي جعلت منها تلك الملهمة التي كانت عليها وكيف أصبحت شخصية عامة، ينتظر الجمهور محاضراتها وكتبها ومقالاتها.
مؤلف كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
هيلين كيلر: أديبة أمريكية ومحاضرة وناشطة، أصيبت في صغرها بمرض السحايا الذي أفقدها السمع والبصر، نشطت في دعم الحريات والعمل المدني والإصلاحي، وفي عام 1934 مُنِحَت جائزة ليندون جونسون (وسام الحرية الرئاسي).
ومن مؤلفاتها المنشورة:
لو أبصرت ثلاثة أيام.
العالم الذي أحيا فيه.
قصة حياتي.
معلومات عن المترجمة:
أميرة الوصيف: كاتبة ومترجمة مصرية، من أعمالها:
هؤلاء لا يأكلون الشوكولاتة.
السيدة سوزان وأخواتها.