مفهوم الصحة النفسية
مفهوم الصحة النفسية
الصحة النفسية هي الحالة التي يكون فيها الفرد متوافقًا مع نفسه وبيئته، بحيث يستطيع أن يعيش في سلام، ويكون بإمكانه أن يشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين.
أما المرض النفسي فهو اضطراب وظيفي في الشخصية، ويأتي على صورة أعراض نفسية وجسمية ويؤثر في سلوك الشخص، ويعوقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.
ويأتي المرض النفسي على هيئة أنواع متعددة، كما أن له درجات متفاوتة، لذا فإن العلاج يتوقف على مدى حدة المرض، فكل حالة مختلفة عن الأخرى.
ويوجد ثلاثة مناهج أساسية في الصحة النفسية، وهي المنهج الإنمائي، والمنهج الوقائي، والمنهج العلاجي، فالمنهج الإنمائي هو الذي يتضمَّن السعادة والكفاية لمساعدة الأسوياء على الوصول إلى أعلى مراحل الصحة النفسية، والمنهج الوقائي هو الذي يتضمَّن الوقاية من الوقوع في المشكلات والاضطرابات النفسية، والمنهج العلاجي هو الذي يتضمَّن علاج المشكلات والاضطرابات حتى يعود الشخص إلى حالة التوافق النفسي.
وإذا كنا نرغب في معرفة الشخصية المتمتِّعة بالصحة النفسية يمكننا النظر إلى بعض الخصائص، مثل التوافق والشعور بالسعادة مع النفس ومع الآخرين والقدرة على مواجهة مطالب الحياة وتحقيق الذات واستغلال القدرات، والسلوك العادي وحسن الخلق وإمكانية العيش في سلام.
كما يجب الاهتمام بالصحة النفسية للأسرة، فالعلاقات بين الوالدين تؤثر في صحة الطفل النفسية، حيث إن الأسرة المضطربة تعدُّ بيئة نفسية سيئة للنمو لأن الخبرات النفسية التي يتعرَّض لها الطفل في سنواته الأولى تؤثر تأثيرًا مهمًّا في نموه النفسي.
ومن ضمن البيئات المؤثرة في الطفل هي البيئة المدرسية كذلك، وللمعلِّم دور مهم في الجوانب التربوية، حيث يجب عليه أن يتمتع هو شخصيًّا بالصحة النفسية، حتى يكون قدوة صالحة لطلابه، وأن يؤدي عمله على أكمل وجه، ويعالج مشكلات تلاميذه.
إذًا من المهم أن يصل الشخص إلى التوافق النفسي، وهو بمثابة عملية دينامية تتناول السلوك والبيئة (الطبيعية والاجتماعية) بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته، وهذا التوازن يتضمَّن إشباع لحاجات الفرد وتحقيق متطلَّبات البيئة.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
لا يخفى على أحد الآن أهمية العلاج النفسي، لقد أصبح جانبًا ضروريًّا في الحياة بسبب كثرة المشكلات النفسيَّة وازدياد اضطرابات الشخصية في الآونة الأخيرة، فكان من المهم تسليط الضوء على الأزمات النفسية وتطوير علاجاتها بشتى الطرق.
مؤلف كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
الدكتور حامد عبد السلام زهران (رحمهُ الله): أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة عين شمس بمصر، حصل على دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس من جامعة لندن عام 1966، وشغل عدة مناصب حيث كان عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، وكان معالجًا نفسيًّا ومرشدًا منذ عام 1966 حتى وفاته عام 2008.
وكان عضوًا في عدد من الهيئات؛ منها: المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للثقافة والجمعية العامة للدفاع الاجتماعي.
من أبرز مؤلفاته: “علم نفس النمو.. الطفولة والمراهقة”، و”التوجيه والإرشاد النفسي”، و”قاموس علم النفس”.