مظاهر التعبير عند الأطفال
مظاهر التعبير عند الأطفال
ردود الأفعال ومظاهر التعبير عند الأطفال تُكتسب مع الوقت وتتطوَّر شيئًا فشيئًا، وأول هذه المظاهر في حياة الطفل هي البكاء والذي ينزعج منه بعض الآباء، ويعتبرونه مشكلة وفي الواقع هو ليس كذلك لأنه في المقام الأول تعبير عن حاجة من حاجات الطفل.
الأطفال يبكون إما لحاجات أساسية كالجوع والعطش أو حاجات أخرى كالشعور بالوحدة عند ابتعادهم عن الأبوين أو البكاء لجذب انتباههما أو للحصول على شيء ما وقد يكون بسبب المزاج الصعب الذي يجعلهم كثيري البكاء، إذا أراد الأبوان أن يقلِّلا من بكاء طفلهما فعليهما توفير حاجات الطفل الأساسية ومحاولة تنمية إحساسه بالأمان وتدريب الطفل على وسائل تعبيرية أخرى غير البكاء ليعبر عما يحتاجه، وبالتأكيد التعامل بقسوة سواء بالزجر أو التعنيف بالضرب وخلافه للتوقف عن البكاء ليس حلًّا حتى وإن كان سيجبر الطفل على التوقف عن البكاء مؤقتًا إلا أنه سيخلق العشرات من الأمراض النفسية الأخرى الأكثر ضررًا والتي يصعب علاجها.
من مظاهر التعبير عند الأطفال أيضًا إبداء الغضب والعناد والاعتراض، سلوك الغضب سلوكٌ طبيعي لكن بحدود وله مظاهر كثيرة منها القفز والرفس واللطم وضرب الآخرين والصراخ والهياج والاكتئاب، يغضب الطفل إذا ما تم رفض ما يطلبه أو اعتراضًا على أمر ما أو نهي من أبويه، أو من الممكن أن يكون الغضب جزءًا من شخصية الطفل منذ ولادته، وأحيانًا قد يكون الغضب تقليدًا لغضب أحد أفراد الأسرة، وينُصَح دائمًا بتدريب الطفل على التحكم في انفعالاته، وأن تكون أوامر الأبوين في حدود قدرات الطفل فلا يطلبان منه ما يفوقها، ولا يستجيبان لما يطلبه بعد إظهار غضبه مباشرةً حتى لا يربط الطفل بين الغضب والاستجابة الفورية لمطالبه.
الفكرة من كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
إن محاولة فهم سلوك الأطفال ومشاعرهم ورغباتهم أصبح اليوم أمرًا أكثر ضرورة من ذي قبل خصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي الكبير وما تبعه من تضخُّم في حجم المدخلات التي تحيط بأطفالنا ومدى التأثير الذي تُحدثه فيهم.
يشرح الكاتب العديد من السلوكيات التي تتطوَّر مع تقدم الطفل في العمر فيبدأ مثلًا بشرح مشاعر التعلق بالأبوين والنفور من الغرباء، ثم يفسِّر سلوك الانطواء ويوضِّح أسبابه، وبعد ذلك يبين مظاهر التعبير الخاصة كالبكاء والغضب والعناد، ويذكر بعض المفاهيم التي تكون في طور التكوُّن في ذهن الطفل، وأخيرًا يتناول قضية التحرُّش بالأطفال أكاديميًّا ويبيِّن أنواعه.
مؤلف كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
بديع القشاعلة باحث ومفكر فلسطيني حاصل على بكالوريوس في علم النفس من جامعة سانت بطرسبرج، يعمل كأخصائي نفسي تربوي متخصِّص، عمل زمنًا طويلًا في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط بفلسطين، ويعمل الآن مدير قسم رياض الأطفال في نفس المدينة.
له العديد من المؤلفات في علم النفس، أهمها: “زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”لفتات في علم النفس”، و”الأساس في التربية الخاصة”.