مزيد من تأثيرات مقاومة الأنسولين في الجسد
مزيد من تأثيرات مقاومة الأنسولين في الجسد
من الأعضاء المهمة التي تتأثر سلبًا بمقاومة الأنسولين الكليتان وأعضاء الجهاز الهضمي، فتعالوا نبدأ مع الكلى، ودعني أسألك.. كم مرة سمعت عن شخص يعاني حصيات بالكلى؟ مرات كثيرة، أليس كذلك؟ هل تتوقع إذًا أن لمقاومة الأنسولين دورًا في تكوين هذه الحصيات؟ نعم! يصاحب زيادة الأنسولين في الدم ارتفاع معدلات الكالسيوم، مما يسبب مشكلات عديدة أكثرها شيوعًا حصيات الكلى، وكذلك تؤثر مقاومة الأنسولين في معدل حموضة أو قلوية الدم وكذلك البول، مما يسهم في تشكل الحصيات. وننتقل من حصيات الكلى إلى مشكلة أكبر منها وهي الفشل الكلوي، فهل يا ترى لمقاومة الأنسولين دور فيها؟! صحيح كما توقعت، لمقاومة الأنسولين دور كبير، فأغلب الأشخاص المصابين بمقاومة الأنسولين معرضون للإصابة بالفشل الكلوي أكثر بأربعة أضعاف مقارنة بمن لديهم مستويات طبيعية من الأنسولين، وكما رأينا، فمقاومة الأنسولين لها تأثيرات بالغة الخطورة في الكليتين، فهل تتماثل الآثار في الجهاز الهضمي؟
تبدأ القناة الهضمية من الفم وتمتد حتى فتحة الشرج متضمنة عديدًا من الأعضاء، بالإضافة إلى أعضاء أخرى ملحقة مثل الكبد والمرارة والبنكرياس، ويمكن لمقاومة الأنسولين أن تسبب مشكلات لكل هذه الأعضاء، فبداية من المريء نجد أن مقاومة الأنسولين تزيد من خطر الإصابة بارتجاع المريء بنسبة خمسة عشر بالمئة تقريبًا، وباستمرار الارتجاع لفترة طويلة تتغير الطبقة الخارجية من الخلايا لتلائم التغيرات الحادثة، وقد تتحول هذه التغيرات إلى صورتها الخبيثة وتتطور إلى سرطان المريء. ومن المريء إلى المعدة والأمعاء التي تؤثر مقاومة الأنسولين سلبًا في حركتها الدودية، مما يؤدي إلى تكثف الطعام وتراكمه وتحوله إلى كتلة صلبة بما في ذلك من مشكلات كثيرة، وبوصولنا إلى الكبد نرى أن زيادة أنسولين الدم تتبعها زيادة في معدل تصنيع الكبد للدهون، وتنتج عن ذلك مشكلتان أساسيتان وهما: زيادة الدهون في الدم ومرض الكبد الدهني. ويُعد مرض الكبد الدهني بوابة لاضطرابات الكبد وتليفه، كما أن زيادة دهون الدم تؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب. ونختتم الحديث بالمرارة، إذ تزيد مقاومة الأنسولين من خطر الإصابة بحصيات المرارة.
الفكرة من كتاب لماذا نمرض؟ الوباء الخفي الكامن وراء معظم الأمراض المزمنة وكيفية مواجهته
جميعنا يخشى اليوم الذي قد يصاب فيه بأحد الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وتصلب الشرايين، ولكن هل بأيدينا شيء غير أن نخشاه؟ بالتأكيد نعم! بأيدينا تجنبه إذا وجهنا انتباهنا لشيء واحد فقط وهو مستوى الأنسولين في الدم ومدى حساسية خلايا الجسم له، يبدو ذلك أمرًا مستبعدًا وخياليًّا قليلًا، وربما حدثت نفسك قائلًا “أليس الأنسولين مسؤولًا عن مرض السكري؟! فما دخله إذًا بالأمراض المزمنة الأخرى؟ وهل مجرد الاهتمام بالأنسولين يقيني كل الأمراض المزمنة؟!”، ولكني أطالبك بحفظ سؤالك لأنك من سيجيب عنه في نهاية رحلتنا، وذلك بعد الاطلاع على الأنسولين ومقاومة الخلايا له ومدى تأثيرها في كل الجسم، ولن ننسى كذلك سبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب لماذا نمرض؟ الوباء الخفي الكامن وراء معظم الأمراض المزمنة وكيفية مواجهته
بينجامين بيكمان: حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والطاقة الحيوية من جامعة شرق كاليفورنيا، بالإضافة إلى ماجستير العلوم وفسيولوجيا التمرين من جامعة بريجهام يونج، له عديد من الأبحاث في بيولوجيا وفسيولوجيا الخلايا البشرية.