مرض العصر
مرض العصر
يحدث الاكتئاب نتيجة ارتباك في كيمياء المخ، إذ يحتوي الجهاز العصبي على ثلاث مواد كيميائية هي: السيروتونين || Serotonin والدوبامين || Dopamine والنورإيبنِفْرِين || Norepinephrine، وهذه المواد هي المسؤولة عن مقاومة الاكتئاب والشعور بالسعادة والطاقة والتركيز، لكن إذا اختل التوازن بينها أو نقص تركيزها داخل المخ، فإن ذلك يؤثر سلبًا في الجسد، فيسيطر عليه إحساس الحزن والهبوط النفسي والانفعالي، وهذه وظيفة الأدوية المضادة للاكتئاب، إذ تعمل على زيادة نسبة تركيز المواد الكيميائية في المخ حتى تؤدي دورها بكفاءة، وعلى عكس اعتقاد البعض، فإن تلك الأدوية غير مُصنَّفة ضمن أدوية الجدول، أي إنها لا تسبب الإدمان مطلقًا ما دامت تؤخذ تحت إشراف الطبيب، كما يمكن صرفها من أية صيدلية عادية وأحيانًا دون روشتة طبية.
ويختلف الاكتئاب في أنواعه ودرجات شدته، مثل: الاكتئاب الاستجابي: وهو استجابة الشخص الطبيعية لأزمة عنيفة مر بها وأثرت في نفسيته، كالانفصال عن شريك الحياة أو فقدان وظيفة أو وفاة أحد المقربين، وهذا النوع يقل تدريجيًّا مع تكيف الشخص على وضعه الجديد، والاكتئاب الأعظم: وهو حالة من الحزن والانهيار وفقدان الرغبة في الحياة، غالبًا ما يكون سببها غير معروف، وهذا النوع يجب تشخيصه مبكرًا ومعالجته بدقة، لأنه عندما يصل إلى درجته القصوى يتغذى على الجسد، ويصبح الجهاز المناعي في أضعف حالاته، فيتحول الاكتئاب من مجرد اضطراب نفسي إلى مرض عضوي، قد يرتبط بالحالة النفسية كأمراض الضغط والسكري، وقد يظهر في هيئة إكزيما جلدية أو قرحة في المعدة أو صداع نصفي، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان.
الفكرة من كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
الاكتئاب مرضٌ خبيث واضطراب نفسي قاتل، يتسلل إلى النفس البشرية عند تعرضها باستمرار لمشاعر الغضب والإحباط دون أن ينفِّس الإنسان عن تلك المشاعر بطريقةٍ صحية، وتكمن خطورته في إهمال أعراضه وعدم علاجه، فيتفشى في عقل الشخص ويدمره، فيعوقه عن أداء واجباته أو التواصل مع الآخرين، ويهدم لديه إحساس الفرحة والراحة، ومن ثم يفقد رغبته في الحياة.
لذا يسعى هذا الكتاب إلى تعريفنا بطبيعة مرض الاكتئاب وأعراضه وأسبابه ونتائجه حتى نتمكن من علاجه وهزيمته، كذلك يشتمل على عدة طرائق وأساليب تساعدنا على التحكم في الأفكار السلبية والتعامل مع حالات القلق والتوتر، وكيفية تجاوز الأزمات والأوقات الصعبة، لتحقيق السعادة وراحة البال.
مؤلف كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
د. رانيا سامي: طبيبة نفسية وكاتبة روائية، حازت الدكتوراه في الطب النفسي، وهي عضوة اتحاد الأطباء النفسيين، صدرت لها رواية بعنوان “ما زلت أحبها سادة”.