مراحل انتهاء العلاقات
مراحل انتهاء العلاقات
بعد أن تناولنا أسباب المشكلات التي تؤدي إلى عرقلة الحياة الزوجية وأحيانًا إلى الطلاق، وفي بعض الأحيان قد تكون الصفات السيئة ظاهرةً قبل الزواج، لكن يصمم الطرفان على إكمال الزواج ظانين أنهما سيقدران على تغيير الطرف الثاني، أو كما يقال إن الشخص كان يحمل الكثير من الصفات الجيدة، لذلك كان من البديهي التغاضي عن صفة عدم التوافق رغم أنها أهم صفة لإكمال الحياة الزوجية!
والعلاقة في اتجاهها إلى الانفصال تأخذ بعض الخطوات المشتركة بين الناس، والتي تبدأ بمرحلة النقد الدائم، والمقصود هنا هو انتقاد الأشخاص وليس سلوكياتهم بغزارة لا يستطيع المستقبِل الرد عليها وتحميله أسباب فشل أي شيء، مما يدفع المتلقي إلى العناد وعدم المحاولة لتصحيح الأخطاء، رغم أنه في العلاقات الصحية تكون الشكوى مكفولةً بحرية مع عدم القسوة على الطرف الآخر، ثم تأتي مرحلة التفسير الخاطئ أو الظن السيئ، وفيه يفسر كل طرف تصرفات الطرف الثاني على أنها مقصودة لمضايقته فقط دون التماس أية أعذار.
ثم تبدأ مرحلة السخرية والتحقير من الشخص وليس أفعاله، ثم مرحلة الهجوم المستمر وتضخيم المشكلة حتى يشعر كل طرف أنه في حالة دفاع مستمر عن نفسه، حتى يلجأ الطرفان إلى مرحلة الصمت أو تجميد الحوار أو الانسحاب السلبي، والذي يكون بمثابةِ رسالة معناها الاشمئزاز والتعالي والنفور من الطرف الثاني، ويحدث هنا إما الانفصال أو الطلاق الصامت الذي يكون سامًّا أكثر من أي شيء حيث يحيا الطرفان معًا فقط لضرورة تربية الأبناء أو للحفاظ على الشكل الاجتماعي.
وحتى نتعامل مع هذه المشكلات بشكل صحيح يجب أن نفهم أبعاد شخصية الشريك ومتطلَّباته التي يؤدي عدم تحقيقها في مراحل عمره المختلفة إلى إنتاج شخص غير متزن عاطفيًّا أو نفسيًّا على حسب الاحتياجات التي حُرِم منها، وعند فهمنا لهذه الحقائق عن الطرف الآخر قد نفهم أن الأمر ليس شخصًا، فالإنسان مثلًا يحتاج إلى الحب في كل مراحل حياته وتتطوَّر احتياجاته كل سبع سنوات، وهذا ما سنتحدث عنه بشكل تفصيلي.
الفكرة من كتاب اكتشف نصفك الآخر
في بداية قصص الحب نشعر بالسعادة وتعمينا نشوة المشاعر عن معرفة الطرف الآخر حق المعرفة أو رؤية عيوبه، إذ تبدأ الوعود عن أبدية هذا الحب، ونظن جميعًا أن هذا الإحساس بالخفة والسعادة هو الواقع، لكن مع مرور الوقت تختفي الهالة التي كنا نراها حول الطرف الآخر، يقل الشعور بالسعادة، وتبدأ الاختلافات في الظهور، ونبدأ التفكيرَ بواقعية ونرى الأشياءَ على حقيقتها، هل يجب الانفصال والبحث عن الشريك المناسب بواقعية؟ هل فات أوان تصحيح الأخطاء؟
في هذا الكتاب تحدثنا المؤلفة عن الأسس الصحيحة لاختيار شريك الحياة قبل الزواج، أو تصحيح مسار العلاقة وفهم الطرف الآخر بعد الزواج، للوصول إلى علاقات صحية وواعية.
مؤلف كتاب اكتشف نصفك الآخر
هبة يس: كاتبة وحاصلة على بكالوريوس الصيدلة الإكلينيكية والعلوم الكيميائية، ومدرِّبة معتمدة للتنمية البشرية من المركز الكندي التابع للدكتور إبراهيم الفقي، حصلت على دبلومة ديناميكية في التكيُّف العصبي من المركز الكندي، وحصلت على دبلومة الاستشارات الأسرية والعلاقات من جامعة ستون بريدج البريطانية.
ومن مؤلفاتها:
لا تكره نفسك.
بمذاق العسل.
أوجاع الستات.
وحدي كيف أتصرف؟