مراحل النمو
مراحل النمو
خلق الله الإنسان وكرَّمه ورفع قدره وجعله أشرف مخلوقاته وأرقاها وميَّزه بالعقل وهيَّأ له أسباب الحياة ووسائلها، وهو يكون حين ولادته من أضعف المخلوقات وأشدهم حاجة إلى العناية والرعاية حتى يصبح قادرًا على تولي شؤون نفسه، ولذا كان من المهم فهم وإدراك المراحل التي يمر بها الإنسان في نموه ونضجه والعوامل المؤثرة في ذلك، ما يساعد على اكتشاف الطرق الصحيحة للتعامل مع كل مرحلة للخروج منها بأفضل النتائج وتجنُّب مساوئها قدر المستطاع.
ومراحل النمو متعدِّدة، وقد قسَّمها علماء النفس عدَّة تقسيمات بحسب وجهة نظر كل عالم، ومن تلك التقسيمات مثلًا أن جعلوا محور النمو هو تكامل الشعور النفسي والاجتماعي الذي يحدِّد الشخصية وتطوُّرها السلوكي، ومنهم من نظر إلى التغذية كمحور نمو، ومنهم من نظر إلى النمو الجنسي وهكذا، ومع مرور الإنسان بمراحل النمو المختلفة كنمو جسده وعقله وتكامل قدراته العقلية ووجدانه من عواطف ومشاعر نجد أن عوامل متعدِّدة تؤثِّر في تلك المراحل كالأسرة والمجتمع والمدرسة ووسائل التواصل ونحوهم.
إن تلك العمليات المعقَّدة تبدأ مع الإنسان منذ مرحلة الولادة وحتى يبلغ اثني عشر عامًا لتبدأ مرحلة أخرى بعمليات أخرى، ولكل مرحلة احتياجاتها ومخرجاتها، فمرحلة الطفولة تبدأ بالرضاع ومراحل النمو الأولى والنوم الكثير والاسترخاء، ثم مرحلة الفطام واكتساب العادات والمعارف لينتقل بعدها إلى مرحلة التمييز، حيث يصبح قادرًا على تلقِّي تعليم نظامي ويُحاط فيها بالتوجيه والحوار والإرشاد، لتأتي بعد ذلك مرحلة المراهقة فكأنها تمثِّل مع مرحلة الطفولة علاقة النتيجة بالمقدمات، فإن كانت مراحل النمو الأولى هادئة سعيدة مستقرَّة أوصلت إلى مراهقة سعيدة وناجحة ومستقرَّة أيضًا، والعكس صحيح.
الفكرة من كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
“على الرغم مما تشكِّله مرحلة الطفولة من أرضية للتكوين العقلي والمعرفي، فإن النشاط الجسمي والهرموني لدى المراهق ، يجعله يتخطَّى مرحلة الطفولة إلى مرحلة تقرِّبه من الرجولة والاستقلالية، ويصاحب ذلك ،قدر كبير من نمو الخيال ونضج القوى العقلية، مما يمنحه أبعادًا أكبر ،في فهم حقائق الحياة ومدركاتها…”.
يجمع الكاتب في هذا الكتاب، أغلب ما يتعلق بالمراهق منذ صغره وحتى بلوغه، وما يجب أن يتلقَّاه ويحظى به من رعاية وعناية فائقة، وأبرز المشكلات التي يتعرَّض لها وأسبابها وطرق العلاج والوقاية منها، وأهمية التواصل والحوار البنَّاء بين الوالدين والأبناء المراهقين، والخطوط العامة التي إن تم تفعيلها بصورة صحيحة في الأسرة فسيكون الآباء والمراهقون سعداء وراضين بتلك المرحلة.
مؤلف كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، كما أنه حصل على دبلوم برمجة لغوية عصبية عام 2004م، وقد ألقى ما يقرب من سبعين دورة تدريبية تربوية.
له العديد من المؤلفات في النجاح الذاتي والأسري، ومن أهم مؤلفاته: “كيف تحدِّد أهدافك على طريق نجاحك”، و”كيف نتحرَّر من نار الغضب”، و”كيف تغيِّر نفسك بنجاح”، و”كيف تتحرَّر من إدمان الذنوب والمعاصي” و”كيف نؤدب أبناءنا بغير ضرب؟”.