مراحل التطور الإنساني
مراحل التطور الإنساني
هناك أربع مراحل يمر بها الإنسان للتطور النفسي، وهي: (إنسان الغاب، إنسان الجماعة، الإنسان المستقل، الإنسان المستنير)، أولاها: مرحلة إنسان الغاب، ويكون فيها الفرد مهتمًّا بغرائزه، ورؤيته للعالم ثنائية فقط، أي إما جيد أو سيئ، إما صديق أو عدو، أبيض أو أسود، وعلاقاته مبنية فقط على مصالحه الشخصية، فيتجنَّب الخطأ فقط خوفًا من العقاب، ولا يخطِّط للمستقبل كثيرًا، ولا يتحمَّل مسؤولية أخطائه لأنه يعتقد أنها بسبب عوامل خارجية كالظروف مثلًا.
وثانيتها: مرحلة إنسان القبيلة، والذي ينتمي إلى قبيلة فكرية، ويؤمن بوجود سلطة أبوية لا بد من إطاعتها، ويتجنَّب الخطأ ليس خوفًا من العقاب فقط، بل إطاعة للأوامر، ويكبح غرائزه ويؤجِّلها، ويخطِّط للمستقبل، ولكنه يؤمن بإطاعة السلطة الأبوية طاعة عمياء.
ثالثتها: مرحلة الإنسان المستقل، ويكون الإنسان بها منفتحًا أكثر على الأفكار المخالفة له، ويتفهَّم اختلاف الآخرين، ومدفوع بالإنجاز وتحقيق الأهداف الشخصية، وتقديره لذاته مرتفع ويشعر بحريته، كما يتجنب الخطأ ويفعل الصواب لأن أخلاقه داخلية وليست خارجية، أي نابعة من ضميره لا من طاعة الأوامر أو خوفًا من العقاب، ولكن ضريبة هذه المرحلة أنها أقل في المشاعر الإيجابية؛ وذلك بسب مسؤولية حرية الاختيار.
رابعتها: الإنسان المُستنير، وهو كالإنسان المستقل ولكنه أكثر حكمة وإيثارًا وتعاطفًا، علاقاته أكثر عمقًا، وانسجامًا وتصالحًا مع نفسه، ولديه رغبة في التجدُّد والتعلُّم باستمرار، ويدرك الصراعات النفسية التي بداخله ويتقبَّلها ويستطيع التعامل معها، ويدرك أن مشاعره نابعة من أفكاره، فلا يستطيع أحد التحكُّم في مشاعره وإغضابه مثلًا، وسعادته ليست مرتبطة بالمشاعر الإيجابية، بل بالقيم الإنسانية المُثلى التي يؤمن بها، وهذه المرحلة نادرًا ما يصل إليها أحد.
الفكرة من كتاب إنسان بعد التحديث
جيني وايلي فتاة لم تعِش طفولتها كالأطفال، فقد حبسها والداها طوال أعوام في غرفة دون أن تختلط مع أحد، أو تندمج مع العالم الخارجي، وحيدة تمامًا دون راديو أو تلفزيون أو ألعاب، أو إحساس بجو الأسرة. إلى أن جاء يوم ومرضت أمها وخرقت القاعدة واصطحبت جيني معها إلى المستشفى، فرأى أحد عمال الخدمة الاجتماعية تصرُّفات جيني المريبة، فاتصل بالشرطة وأبلغهم أن هذه الفتاة يحصل لها أمر مريب، فجاء رجال الشرطة وفتشوا البيت وانكشف الأمر وتم القبض على الأبوين.
ما يخصنا في هذه القصة هو أن جيني كانت موضع بحث وتجارب مهمًّا جدًّا لعلماء النفس والاجتماع، فقد وجد العلماء أن هناك مناطق لم تنمُ جيدًا في مخ جيني لعدم تمرين واستعمال هذه المناطق، وكانت تصرفات جيني أنانية وغريبة، فهي لم تعرف معنى المشاركة، وكانت تهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص، وهذا ما عاشته حتى أصبح عمرها 13 عامًا، وهنا يثور التساؤل: كيف يتطور الإنسان منذ ولادته؟ قد يكون هناك إنسان أفضل من آخر في شيء ما لأن الظروف والعوامل ساعدته على أن يتطوَّر في هذا الشيء.. وهذا ما سيحدِّثنا الكتاب عنه.
مؤلف كتاب إنسان بعد التحديث
شريف عرفة: هو فنان الكاريكاتير، وكاتب في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي.
حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي، وماجستير إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية، وبكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان.
درس إعداد البرامج التدريبية، وقدَّم عددًا من البرامج التلفزيونية، وحاضَر في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والشركات، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لأعماله.
تم ترشيحه لجائزة الصحافة العربية، وفاز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة “مانيسيا ميسير” للكاريكاتير الصحفي.
من مؤلفاته: “أن تكون نفسك”، و”لماذا من حولك أغبياء؟”، و”تخلَّص من عقلك”، وله ملخصات في موقع وتطبيق أخضر، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “لماذا من حولك أغبياء؟”.