مخطَّط القصة
مخطَّط القصة
كثير من الابتكارات والاختراعات الناجحة هي حلٌّ هادف لمشكلة حقيقية، ولكي نبتكر حلولًا لا بد أن نجد مشكلات ونفهمها، وذلك بإمضاء الوقت في الإنصات إلى الناس ومشاهدة ما يفعلونه باهتمامٍ وتفهُّم، ومراعاةٍ لاختلاف معتقداتهم ومشاعرهم وإن بدَت ظروفهم متشابهة، وبالتركيز على قلوبهم وليس على جيوبهم وحسب.
وفي رحلتنا الإبداعية نحن أمام خيارين؛ إما أن نصنع شيئًا ثم نحاول إقناع الناس أو إجبارهم على حبه، وإما أن نحب الناس ثم نصنع لهم ما يحبونه.
ويمكن لمخطَّط القصة الذي ابتكرته المؤلفة أن يُساعِدنا على فهم وجهات نظر العملاء قبل البدء في رحلة ابتكار أفكارنا وتنفيذها. يُشبه ذلك المخطَّط رمز اللا نهاية الرياضي (∞)، ويُمكننا رؤية نماذج منه على الموقع الإلكتروني الخاص بالكتاب meaningfulbook.com، ويتكون المخطَّط من أربعة عناصر متصلة، هي: القصة، ثم الفكرة، ثم المنتج، ثم الخبرة، وفي نصفه الأيمن نجد العناصر التي تخص العميل وهي القصة والخِبرة، وفي نصفه الأيسر نجد العناصر التي تخص الشركة وهي الفكرة والمنتج.
يبدأ المخطَّط من أعلى اليمين بعنصر القصة، حيث نفكر في عملائنا، ليس فقط بالنظر إلى أعمارهم ودخلهم المادي وما شابه، بل بالتفكير أيضًا في اهتماماتهِم ومشكلاتِهم وكيف يُمضون أيامهم، ثم نتجه إلى عنصر الفكرة أسفل يسار المخطط، وفيه نحاول أن نفهم رغباتِ الناس وحاجاتهم وكيف يمكننا أن نساعدهم بشكل أكبر وكيف يمكن لمنتجاتنا أو خدماتنا أن تؤثر في حياتهم على المستوى المادي والمعنوي، وهنا ربما نجد أفكارًا مناسبةً للتسويق والنشر، ثم نصعد إلى عنصر المُنتَج، حيث نقرر ما يمكننا تقديمه للجمهور المستهدف من خدمات أو منتجات أو أساليب للتسويق. ثم نصل أخيرًا إلى عنصر الخبرة أسفل يمين المخطط، لنفكر في تجربة العملاء مع المنتَج ونتخيل رحلتهم معه بدءًا من الإعجاب به ثم شراءه واستخدامه والتغييرَ الذي سيحدث في قصتهم بسببه، وتقييم تجربة العميل سيزودنا بمزيد من المعلومات التي يمكن أن نُحسِّن بها المنتج أو نبتكر منتجاتٍ جديدة، لنعود إلى أولِ المخطط مرةً أخرى ونُعيد الكرة، ولنحذر من أن ننسى قصص عملائنا حين نمضي في البحث والتطوير لئلا نضطر إلى بذل جهد كبير -قد يكون بلا جدوى- في ترغيب العملاء في منتجاتنا بعدها.
الفكرة من كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
في عالمٍ تملؤه خيارات متشابهة ولا محدودة، نحتاج إلى النظر إلى عملائنا على أنهم مصدر إلهام لا فريسة، أن نفهم مشكلاتهم وآمالهم لنُبدع أفكارًا ناجحة تُغير قصصهم، وسواء كنت رائد عمل صغير أم صاحب علامة تجارية كبيرة تحاول البقاء على القمة، فسيفيدك أن تعرف معنا في هذا الكتاب أُسلوبًا مختلفًا في التسويق نركز فيه على قصة العميل، وننتبه فيه للتغيرات التي يشهدها عصرنا، ونتعرف أمثلةً ناجحة ونفهم سبب نجاحها، ونعرف مخطَّط القصة الذي ابتكرته المؤلفة ليساعدنا في رحلتنا الإبداعية مع أفكارنا وابتكاراتنا وتنفيذها.
مؤلف كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
برناديت جيوا، كاتبة أيرلندية أسترالية، بدأت مشوارها بالكتابة على مدونتها الإلكترونية، ثم نشرت كتبًا عديدة في مجال التسويق وغيره، مثل الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب – Marketing, a love story”، و”What great story tellers know”، و”Making your idea matter”، ثم دخلت عالم الروايات مع رواية “The making of her”.
وهي تقدم ورشًا وخدمات إرشادية على موقعها الإلكتروني thestoryoftelling.com.
المترجم: أحمد الشاذلي.