محاولات إنشاء البنك المركزي المصري
محاولات إنشاء البنك المركزي المصري
لقد بدأت أولى محاولات إنشاء بنك مركزي مصري في عهد محمد علي باشا، عندما واجه محمد علي نقصًا في تدبير موارد النقد المصري لتمويل تجارته، عقد اتفاقًا مع أحد الأجانب في شركة تقرب من البنك المركزي شبه الحكومي، ساعدته على الحصول على التمويل اللازم لعملياته التجارية، إلا أنه لم يُطلق على هذه الشركة وصف البنك لأن العلماء كانوا يحرِّمون البنوك.
وكانت هناك محاولة أخرى إبان عهد إسماعيل باشا، حين عقد بعض كبار المصريين بموافقة الخديوي اجتماعًا بسبب اضطراب الأحوال المالية ووضعوا نظام بنك مركزي منقولًا عن نظام بنك فرنسا، وكانت مهامه تسوية ديون الخديوي والقيام على خدمتها، واشترطت فرنسا حينها أن يكون البنك دوليًّا وتحت إشرافها، وعللت ذلك بأن مصر لا تستطيع إصدار تشريع يمس حقوق الأجانب دون موافقة دولهم، وأيضًا كانت محاولة العرابيين التي جاءت إبان بداية أحداث الثورة العرابية، فقد وضع العرابيون في برنامجهم لتطوير البلاد فكرة إنشاء بنك مركزي وطني، وجدير بالذكر أن في تلك الفترة أُصدر قرار إنشاء البنك الأهلي، ومُنح امتياز إصدار البنكنوت في مصر في ذلك الوقت.
وقد جرت عدة مباحثات بين البنك الأهلي والحكومة لإنشاء بنك مركزي، أراد منها البنك الأهلي أن يحقق المزيد من اختصاصاته وأن يوسع صلاحياته عبر اكتسابه صفة البنك المركزي عبر أعماله التجارية المتعددة الواسعة النطاق، وبهذا تتحقق سيطرة رؤوس الأموال الإنجليزية على مصر. وجاءت محاولة طلعت حرب التي دعا من خلالها إلى إنشاء بنك مركزي وطني، وقد أراد من إنشاء بنك مصر القيام بهذه المهمة، بل إنه كان ينتظر انتهاء امتياز البنك الأهلي ليحل بنك مصر محله في إصدار البنكنوت، ويكون بنكًا مركزيًّا يعمل على نهضة البلاد وتقدمها.
واختتمت تلك المحاولات بمحاولة البنك الأهلي، حيث نجحت إدارة البنك الأهلي في ذلك الوقت في إرغام الحكومة المصرية على استصدار قرار يقضي بمد الامتياز الممنوح للبنك الأهلي مدة 40 سنة، متعهدًا في ذلك بالتحول لبنك مركزي، حيث كان ذلك هو شرط البنك الأهلي لإمهال الحكومة المصرية في دفع دينها، وأيضًا لمساعدة بنك مصر على اجتياز أزمة عابرة عصفت به.
الفكرة من كتاب البنك المركزي في العصور المختلفة
يعدُّ هذا الكتاب لونًا جديدًا في الكتابات الاقتصادية، التي تناولت موضوع البنك المركزي، فقد تناول الكاتب مراحل تطور البنوك المركزية، بدايةً من العصور القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، بغرض التعرف على أنظمة هذه البنوك وطرق إدارتها ودورها الفاعل في السياسة الاقتصادية، ويعرض كذلك المحاولات التي بذلت من قبل الحكومة المصرية لإنشاء أول بنك مركزي مصري.
مؤلف كتاب البنك المركزي في العصور المختلفة
زكريا مهران: ماليٌّ وحقوقي مصري، تخرج في مدرسة الحقوق عام ١٩٢٠م، وعمل بالمحاماة، ثم انصرف إلى الاقتصاد، فعمل مع “طلعت حرب” في بنك مصر وشركاته قبل أن يُعين عضوًا في مجلس الشيوخ.
من أهم مؤلفاته:
موجز النقود والسياسة النقدية.
التاريخ يُفسِر التضخم والتقلص.