متلازمة الرجل الشرقي
متلازمة الرجل الشرقي
أول خطوة في حل أي مشكلة، معرفة أن هناك مشكلة من الأساس، وإحدى طرائق معرفة مشكلة الرجل الشرقي تكون عند التقدم لخطبة فتاة، فبدأ الكاتب بسؤال الفتيات عبر صفحته الشخصية على فيسبوك عن أمثلة الكلام الذي يقوله الرجل الشرقي في أول مرة يتقدم فيها للخطبة، ومن خلال أسلوب التحليل النصّي الكيفي Textual qualitative analysis للعبارات، نكتشف التركيبة النفسية للذكر الشرقي.
كانت بعض العبارات من عينة “لا بد أن تتركي عملك بعد الزواج” أو “لا أقبل أن يعلو صوت زوجتي عليّ” أو “هل لديكِ استعداد للتغيير من أجلي؟” في الحقيقة اختبارًا من الرجل المتسلط للمرأة التي سيتزوجها، ليعرف مدى استعدادها للتنازل عن نفسها وحقوقها من أجل العيش معه، وكانت عبارات مثل: “لماذا يتابعكِ كثير من الأشخاص على فيسبوك؟” أو “لن أسمح لزوجتي باستخدام الهاتف” أو “كم عدد المرات التي تخرجين فيها في الأسبوع؟” تعبر عن شخصية رجل شكاك لأقصى درجة.
ظهرت شخصية الذكر المتنمر على مظهر الأنثى في التعليقات مثل: “أنفك غير متناسق مع وجهك” أو “أحب المرأة السمينة، هل يمكنكِ أن تزيدي وزنكِ من أجلي؟”، أما الذكر الانتهازي فيظهر في العبارات التي يهتم فيها بالسؤال عن الماديات مثل: “كم راتبكِ؟” أو “ماذا تملكين من ميراث والدك؟” أو “هل هذا المنزل مسجل باسمكِ؟”.
وتعليقات أخرى كانت تُظهر شخصية الذكر المهتم بالأكل، والذكر المتوجس من تعليم شريكة حياته وثقافتها، والذكر الذي ينوي التعدد من البداية، والذكر النرجسي، كل هذه الأعراض هي وصف للشخصية والتركيبة النفسية لما يعرف باسم “متلازمة الذكر الشرقي”.
الفكرة من كتاب ذكر شرقي منقرض
في وقتٍ مضى من تاريخ المجتمعات الشرقية كان الرجل الشرقي شهمًا شجاعًا غيورًا، يلبي احتياجات أسرته قبل احتياجاته، ويؤثرها على نفسه، ولكن العوامل التربوية والاجتماعية في العقود الأخيرة ساهمت في توصيل رسائل نفسية إلى الذكور تنمي بداخلهم الشعور بالأفضلية، فنشأت على هذا المفهوم المختل أجيال تربت على التمييز بين الذكور والإناث في أبسط الحقوق الإنسانية، وهكذا أُقنِعت الأنثى بأنها أدنى من الرجل، وبذلك صُنِعَ “الذكر الشرقي” بامتياز.
ولكي تُعالج مشكلة “الذكر الشرقي“، لا بد من دراسة أسباب المشكلة وأعراضها، واكتشاف أنواعها ومضاعفاتها لبدء خطوة التغيير التي لا بد منها، خصوصًا مع هذا الجيل الذي يفكر في كل ما يستقبله، ويراجع كل ما وصل إليه من عادات وتقاليد وأفكار وموروثات على مدى العقود.
مؤلف كتاب ذكر شرقي منقرض
محمد طه: كاتب واستشاري طب نفسي مصري، نشأ في مغاغة بمحافظة المنيا، تخرج في كلية طب المنيا مختصًّا بالطب النفسي، ثم حصل على الدكتوراه من إنجلترا في تخصص الطب النفسي.
عمل على تحضير ورقة بحثية في تحليل المجتمع المصري من خلال الشعارات المكتوبة على الميكروباصات والتكاتك، وله ثلاثة مؤلفات أخرى تحت عنوان: “الخروج عن النص”، و”علاقات خطرة”، و”لأ بطعم الفلامنكو”.