ماذا لو نشأ الأطفال في جو من الانتقاد؟
ماذا لو نشأ الأطفال في جو من الانتقاد؟
يُقال لنا دائمًا إن “الأطفال مثل الإسفنج”، ولكننا أحيانًا لا نُدرك خطورة هذه المقولة ونحسبها ضربًا من المبالغة، لكن للأسف وُجِد أن الأطفال يقلِّدون كل ما نقوله أو نفعله طوال الوقت، سواء كنا متعمدين ذلك أم لا، فتخيَّل أنك مثلًا شخص يشتكي وينتقد الآخرين دائمًا! فماذا يا تُرى سيتعلم أطفالك من ذلك؟ في الغالب سيتعلمون انتقاد أنفسهم، ورؤية السلبيات فقط، ويظهر النقد في الكلمات أو نبرة الصوت أو السلوك أو حتى مجرد النظرات، وبما أن الأطفال حساسون جدًّا، فيتأثرون بذلك بشدة، ولذا فالآباء لديهم الخيار الكامل إما أن يخلقوا جوًّا مليئًا بالنقد، أو جوًّا مليئًا بالدعم والمساندة.
وتبعًا لذلك فمن المهم أن يكبح الآباء جماح مشاعر الغضب لديهم، وذلك عن طريق فهم انفعالاتهم العاطفية والتحكم بها، أو عن طريق تحضير رد بديل جاهز مثل: “كيف حدث هذا؟”، فيُشجع الطفل على سرد أحداث الموقف، وستعرف أنت كيفية حدوثه، وما يمكن فعله فيما بعد لتجنُّبه، ولذا إذا نشأ الأطفال في جو من الإنصات واحتُرِمت آراؤهم، سيكونون أكثر رغبة في التحدُّث إلينا، وطلب مساعدتنا في حل مشكلاتهم، وقد يُبرِّر بعض الآباء نقدهم لأطفالهم بأنهم بذلك يشجِّعونهم على التصرُّف بشكل أفضل، لكن في الحقيقة يعتبر الأطفال الانتقاد هجومًا شخصيًّا يجعلهم يتخذون موقفًا دفاعيًّا، لأنهم يفهمون أن شخصهم هو المرفوض وليس سلوكهم.
وكذلك الشكوى والتذمُّر طريقتان غير فعالتين لتعلُّم الأطفال، حيث تُركِّز الشكوى على الصعوبات ومظاهر النقص، وليس الحلول، وبالتأكيد لا ترغب أن يعتقد أطفالك أن طريقة التغلب على المشاكل هي الشكوى منها! لذا فكِّر جيدًا في كم التذمُّر الذي تمارسه كل يوم سواء من المحيطين بك أو حتى من حالة الطقس، وفكِّر حول مدى تأثيره في أطفالك، وأيضًا يتعلَّم الأطفال تكوين العلاقات والتعايش مع من يحبونهم عن طريق رؤيتهم لتعاملاتنا مع من حولنا، ويمكننا نحن أيضًا أن نتعلم منهم طرقًا جديدة لرؤية الحياة، فينتج جو عائلي مُفعم بالحيوية، نتعلم فيه وننمو معًا.
الفكرة من كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
يرغب معظم الآباء في أن يكونوا مُحبين لأطفالهم، ومتعاطفين، وصادقين معهم، لكن للأسف نتيجة لعدم الوعي السائد، والشعور بالخوف، ينقل الآباء اضطراباتهم الانفعالية إلى أطفالهم.
فيوضح هذا الكتاب كيف نكون أقل انتقادًا، وأكثر تسامحًا، وأكثر تقبُّلًا للأطفال، وأقل عدائية، فيساعدنا على أن نصبح الآباء الذين طالما حلمنا بأن نكونهم، وأن نربي أطفالًا نفخر بهم دائمًا.
مؤلف كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
دوروثي لو نولتي : كاتبة وشاعرة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Teenagers learn What They Live.
First Things First.
Living With Children.
راشيل هاريس: مؤلفة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Best Ribs Ever.
Nadia’s Good Deed.
Organise!