ماذا عن الألبان؟
ماذا عن الألبان؟
بصفتك مربية ربما تعتقدين أن الحليب ومشتقاته وجبة صحية رائعة، فعلى الرغم من احتوائه على عناصر غذائية قيمة فإنه يحتوي أيضًا على مضادات حيوية وهرمونات ومركبات سامة تُضاف في أثناء التصنيع، ولذلك يُنصح بتقليل استخدامه أو التوقف عنه تمامًا، فهو يؤدي إلى مشكلات صحية تشمل حالات الحساسية وعدم الاحتمال بسبب تحفيز بروتين “الكازين” الموجود فيه لبعض الأعراض المرضية للجهازين الهضمي والمناعي، ويؤدي أيضًا إلى إفراز “الهستامين” الذي يعمل على تكوين مخاط زائد يؤدي إلى سد الجيوب الأنفية والأذنين ومجرى التنفس.
وعدم تحمل “اللاكتوز” من المشكلات الصحية المرتبطة بالألبان، ويُقصد بها العجز عن هضم سكر “اللاكتوز” الموجود في أكثر منتجاتها، وبقاء الألبان في القناة الهضمية وتخمرها يؤدي إلى تراكم الغازات والإسهال وألم البطن وانتفاخها خلال ساعتين من تناولها، ومن المشكلات الصحية أيضًا التعرض للسموم، فالأبقار تُحقن بهرمونات ومضادات حيوية وتأكل طعامًا مرشوشًا بمبيدات وأسمدة كيميائية، وهذه السموم تتجمع في أماكن تخزين الدهون بالبقر، ومنتجات الألبان تحتوي على كمية كبيرة من الدسم، كما أنها تحتوي على دهون مشبعة، وزيادة استهلاكها تسبب انسداد الجهاز الليمفاوي، ومِن ثَمَّ الإصابة بالالتهابات أو تدهور الالتهابات الموجودة بالفعل.
إذًا ما الحلول والبدائل؟ توجد عدة خيارات منها: التخلص تمامًا من منتجات الألبان في النظام الغذائي، أو تقليل تناولها، أو استخدام البدائل، بالنسبة إلى الحليب يمكن استخدام البدائل النباتية له مثل حليب الأرز وحليب الشوفان، أو استخدام حليب الماعز أو الحليب العضوي، والجبن يمكن أن نستبدل به جبن الأرز أو جبن الكاجو أو استخدام حشوات أخرى كزبدة المكسرات، ويمكن استخدام الزبادي النباتي مثل زبادي جوز الهند أو الزبادي الحيوي، والزبدة يمكن أن نستبدل بها الزبدة العضوية أو الزيت النباتي غير المهدرج أو القليل من السمن البلدي أو زيت جوز الهند.
أما إذا كنتِ قلقة بشأن احتياجات أطفالك من الكالسيوم، فالألبان ليست المصدر المثالي للمعادن، فهي تحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم وكمية ضئيلة من المغنيسيوم الضروري لامتصاص الكالسيوم، والتوازن المطلوب بين الكالسيوم والمغنيسيوم والمعادن الأخرى يوجد في الخضراوات الورقية والمكسرات والبذور والبقول.
الفكرة من كتاب أريد أطفالًا أصحاء دليل عملي لغرس عادات التغذية ونمط الحياة الصحية في الأطفال
هل سمعت من قبل عبارة: “أنت ما تأكله”؟
نعم، فالتمتع بالصحة النفسية والجسمية الجيدة والنشاط والحيوية هو نتاج ما تتناوله، ويمكن تحقيقه بإجراء تعديلات جوهرية على النظام الغذائي، ومرحلة الطفولة هي الأجدر بالاهتمام وتلبية متطلبات النمو فيها لتنشئة أطفال أصحاء، وفي السطور القادمة سنتحدث عن هذه التعديلات، وكيفية تطبيقها لينعم أطفالك بصحة وحياة أفضل.
مؤلف كتاب أريد أطفالًا أصحاء دليل عملي لغرس عادات التغذية ونمط الحياة الصحية في الأطفال
علياء المؤيد: مؤلفة، واختصاصية تغذية، وباحثة في مجال الوعي والتشافي الفطري، تحولت من مجال العلاقات العامة والإعلام إلى مجال الصحة والتخصص في التغذية في بريطانيا، تقدم استشارات ومحاضرات ودورات في الصحة والتغذية والوعي، كما تظهر في البرامج الإذاعية والتلفزيونية للتوعية الصحية، وتكتب مقالات عديدة في مجال تخصصها، ولديها منصة تعليمية باسم «أكاديمية علياء»، وبرنامج تلفزيوني اسمه «شرايها عليا؟».
ومن أعمالها:
«الديتوكس».
«أريد حملًا صحيًّا: دليلك من أخصائية التغذية لحمل طبيعي ومفعم بالحيوية».